responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة    جلد : 1  صفحه : 157

و قال زين العابدين رضي اللّه تعالى عنه: كل شي‌ء من أفعالك إذا اتصلت به رؤيتك، فذلك دليل على أنه لم يقبل لأن المقبول مرفوع مغيب عنك، و ما انقطعت عنه رؤيتك فذاك دليل على القبول انتهى. و أما الواصلون فلأنهم فانون عن أنفسهم غائبون في شهود معبودهم، فحركاتهم و سكناتهم كلها باللّه و من اللّه و إلى اللّه، إذ محال أن تشهده و تشهد معه سواه، فإن ظهرت عليهم طاعة، أو صدر منهم إحسان شهدوا في ذلك الواحد المنّان. حكي عن الواسطي رحمه اللّه أنه لما دخل نيسابور سأل أصحاب أبي عثمان بماذا كان يأمركم شيخكم؟

فقالوا: كان يأمرنا بالتزام الطاعة و رؤية التقصير فيها.

فقال: أمركم بالمجوسية المحضة، هلا أمركم بالغيبة عنها بشهود مجريها و منشئها انتهى.

قال القشيري رضي اللّه تعالى عنه: أراد صيانتهم عن الإعجاب، و دلالتهم على الآداب انتهى.

فضمير قطع يعود إلى الحق سبحانه و تعالى، و السائرين و الواصلين مفعول به، و اعلم أن السائرين في كلام الشيخ هم القسم الثاني الذين فرحهم بالطاعة من حيث إنها عنوان القبول، و لا يلزم من الفرح بها رؤيتها، إذ قد يفرح بها من حيث إنها منة من اللّه و يقطع رؤيته عنها من حيث اعتماده على اللّه، و الواصلون هنا هم القسم الثالث الذين هم فرحهم باللّه دون شي‌ء سواه، و اللّه تعالى أعلم هذا آخر الباب السادس، و به انتهي ربع الكتاب، و حاصلها: علاج القلوب، و علامة موتها و مرضها و صحتها و استمداد أنوارها و اتصال وارداتها حتى تغيب عن شهود أعمالها و أحوالها و تفنى عن دائرة حسها باتساع فضاء شهودها، و في ذلك شرفها و عزها، و في ضد ذلك و هو رؤية المخلوق و الركون إليه ذلها و هوانها.

نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة    جلد : 1  صفحه : 157
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست