responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة    جلد : 1  صفحه : 140

الدركات، و ها هنا يسكت اللسان، و ينتقل الذكر للجنان فيصير ذكر اللسان غفلة في حق أهل هذا المقام، كما قال الشاعر:

ما إن ذكرتك إلا همّ يلعنني‌

سرّي و قلبي و روحي عند ذكراك‌

حتّى كأنّ رقيبا منك يهتف بي‌

إيّاك ويحك و التّذكار إيّاك‌

أما ترى الحقّ قد لاحت شواهده‌

و واصل الكلّ من معناه معناك‌

و قال الواسطي مشيرا إلى هذا المقام: الذاكرون في ذكره أكثر غفلة من الناسين لذكره لأن ذكره سواه انتهى. يعني أن الذاكرين اللّه بالقلوب هم في حال ذكرهم للّه بلسانهم أكثر غفلة من التاركين لذكره لأن ذكره باللسان و تكلفه يقتضي وجود النفس، و هو شرك و الشرك أقبح من الغفلة، و هذا معنى قوله: لأن ذكره سواه أي لأن ذكر اللسان يقتضي استقلال الذاكر و الفرض أن الذاكر محو في مقام العيان.

قال الشيخ أبو الحسن رضي اللّه تعالى عنه: حقيقة الذكر الانقطاع عن الذكر إلى المذكور، و عن كل شي‌ء سواه لقوله: وَ اذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَ تَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا [المزمل: 8]. و قال القشيري رضي اللّه تعالى عنه: الذكر اندراج الذاكر في مذكوره و استظلام السر عند ظهوره. و في معني ذلك أنشدوا:

ذكرتك لا أنّي نسيتك لمحة

و أيسر ما في الذكر ذكر لساني‌

و صرت بلا وجد أهيم من الهوى‌

و هام عليّ القلب بالخفقان‌

فلمّا أراني الوجد أنّك حاضري‌

شهدتك موجودا بكلّ مكان‌

فخاطبت موجودا بغير تكلّم‌

و شاهدت موجودا بغير عيان‌

و في هذا المقام يتحقق المريد بعبادة الفكرة أو النظرة، و فكرة ساعة خير من عبادة سبعين سنة.

نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة    جلد : 1  صفحه : 140
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست