responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة    جلد : 1  صفحه : 131

الاستطاعة، و لا بد أن يكون جامعا بين حقيقة و شريعة، و بين جذب و سلوك فبجذبه يجذب القلوب، و بسلوكه يخرجها من حالة الجذب إلى البقاء، فالسالك فقط ظاهري لا يجذب و لا يحقق، و المجذوب فقط لا يسير و لا يوصل، و فساد صحبته أكثر من نفعها. قال في أصول الطريقة: و من فيه خمس لا تصح مشيخته: الجهل بالدين، و إسقاط حرمة المسلمين، و دخول ما لا يعني، و اتباع الهوى في كل شي‌ء، و سوء الخلق من غير مبالاة. انتهى. فصحبة مثل هذا ضرر محض، و إليه أشار بقوله:

44- ربّما كنت مسيئا، فأراك الإحسان منك صحبتك إلى من هو أسوأ حالا منك.

قلت: رب هنا للتكثير، و صحبتك: فاعل بأراك، و الإحسان: مفعول مقدم، و التقدير ربما تكون مسيئا في حالك مقصرا في عملك، فإذا صحبت من هو أسوأ حالا منك أراك أي أبصرتك صحبتك إلى من هو أسوأ حالا منك.

الإحسان منك لما ترى ما يصدر منها من الإحسان، و من المصحوب من التقصير و النقصان، فتعتقد المزية عليه لأن النفس مجبولة على رؤية الفضل لها و مشاهدة التقصير من غيرها علما أو عملا أو حالا، بخلاف ما إذا صحبت من هو أحسن حالا منها فإنها لا ترى من نفسها إلا التقصير و في ذلك خير كثير. قال الشيخ أبو الحسن الشاذلي: أوصاني حبيبي فقال: لا تنقل قدميك إلا حيث ترجو ثواب اللّه، و لا تجلس إلا حيث تأمن غالبا من معصية اللّه، و لا تصطف لنفسك إلا من تزداد به يقينا، و قليل ما هم. و قال له أيضا: لا تصحب من يؤثر نفسه عليك، فإنه لئيم، و لا من يؤثرك على نفسه فإنه قلّما يدوم، و اصحب من إذا ذكر ذكر اللّه، فاللّه يغني به إذا شهد و ينوب عنه إذا فقد ذكره نور القلوب و مشاهدته مفاتيح الغيوب انتهى. و حاصله: لا تصحب من تتكلف له فوق جهدك، و لا من يتكلف لك كذلك، و خير الأمور أوساطها، و هذا و اللّه أعلم‌

نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة    جلد : 1  صفحه : 131
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست