responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة    جلد : 1  صفحه : 116

و قال السري [السقطي‌[1]]: من عرف اللّه عاش، و من مال إلى الدنيا طاش، و الأحمق يروح و يغدو في لاش، و العاقل عن عيوبه فتّاش، انتهى.

فابحث يا أخي عن عيوبك إن أردت نصح نفسك، فإذا بحثت عن عيوبها، و فضحت عوراتها تخلصت و تحررت و تحققت و دخلت الحضرة و اتسعت لك النظرة و اشتكت لك الفكرة. و كان شيخ شيخنا يقول: لعنة اللّه على من ظهرت له عورة فلم يفضحها[2].

و كان أيضا كثيرا ما يوصي بعدم المراقبة للناس و عدم المبالاة بهم، إذ لا يتخلص من دقائق الرياء إلا بإسقاطهم من عينه، و سقوطه هو من عينهم. و من أراد أن يتخلص فليصحب من تخلص و لذلك قال:

[و لأن تصحب جاهلا لا يرضى عن نفسه خير من أن تصحب عالما يرضى عن نفسه‌][3].

قلت: إذ صحبة من لا يرضى عن نفسه خير محض لتحققه بالإخلاص، فيسري ذلك في الصاحب حتى يتحلى بالإخلاص، و يصير من جملة الخواص. و صحبة من يرضى عن نفسه شر محض، و لو كان أعلم أهل الأرض، لأن الطباع تسرق‌


[1] - الزيادة من الأصل.

[2] - المقصود يتحقق و يعرف وجودها في نفسه و يقر بذلك كي يجاهدها.

[3] - و للّه در الشيخ، فهل أفسد العلم إلا رضاء العلماء عن أنفسهم، و هل فشي التبديع و التفكير في الأمة إلا من هؤلاء الوهابية الذين اغتروا بما حفظوا من العلم فسددوا سهامهم إلى المسلمين دون المشركين، بل و وقعوا في الأئمة المتقدمين بالقول ببدعية مذاهبهم، ثم يقولون بأفواههم إنهم يحترمون الأئمة. انظر للآرائهم في مسائل الإسبال و اللحية و في أبواب عديدة من صفة الصلاة كفتوت الفجر مثلا أو إرسال اليدين في القيام أو عدم قراءة المأموم للفاتحة أو ملازمة الجهر بالبسمة، أو إدخال لفظ السيادة على اسم المصطفى في التشهد أو اتخاذ الأوراد أو التسبيح بالآلة دون الأصابع و غير ذلك من مسائل ملأوا الدنيا بها ضجيجا و صراخا. أليس منبع ذلك كله رضاهم عن أنفسهم التي تنضح بكدوراتها؟ ألم يضع هؤلاء وقت المسلمين في خلافات استنفدت وقتهم و جهدهم بينما الأمم تتداعى عليهم تتداعي الأكلة على قصعتها، كما أخبرنا الصادق الأمين صلى اللّه عليه و آله و سلم؟.

نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة    جلد : 1  صفحه : 116
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست