responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة    جلد : 1  صفحه : 110

و الأنس باللّه و التوحش مما سواه، فيهتدي إليه و يفنى فيه و يذوق حلاوته و يتمكن من المراقبة، و هذا النور أعظم من الأول و أكمل، ثم يتوجه إليه بنور حلاوة المشاهدة، و هو عمل الروح و هو أول نور المواجهة، فتأخذه الدهشة و الحيرة و السكرة، فإذا أفاق من سكرته و صحا من جذبته و تمكن من الشهود و عرف الملك المعبود و رجع إلى البقاء، كان للّه و باللّه فاستغنى عن النور بمشاهدة نور النور، لأنه صار عين النور، فصار مالكا للأنوار بعد أن كانت مالكة له لافتقاره لها قبل وصوله إلى أصلها، فلما وصل صار عبدا للّه، حرّا مما سواه، ظاهره عبودية و باطنه حرية، و الحاصل أن المريد ما دام في السير فهو يهتدي بأنوار التوجه مفتقرا إليها لسيره بها، فإذا وصل إلى مقام المشاهدة حصلت له أنوار المواجهة فلم يفتقر إلى شي‌ء لأنه للّه لا لشي‌ء دونه. فالراحلون و هم السائرون للأنوار لافتقارهم إليها و فرحهم بها، و هؤلاء الواصلون الأنوار لهم لاستغنائهم عنها باللّه، فهم للّه و باللّه لا لشي‌ء دونه. ثم تلا الشيخ هذه الآية على طريق أهل الإشارة قُلِ اللَّهُ‌ [الأنعام: 91]، بقلبك و روحك و غب عما سواه‌ ثُمَّ ذَرْهُمْ‌ أي الناس: أي اتركهم‌ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ‌ [الأنعام: 91]، أي يخوضون في السوى لاعبين في الهوى، و قد اعترض بعض المفسرين على الصوفية استشهادهم بهذه الآية و لم يفهم مرادهم، قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُناسٍ مَشْرَبَهُمْ‌ [الأعراف: 160]. و كان الشيخ ابن عباد يقول: لا تجعلوا أهل الظاهر حجة على أهل الباطن انتهى. أي لأن أهل الباطن نظرهم دقيق و غزلهم رقيق، لا يفهم إشارتهم غيرهم، نفعنا اللّه بهم و خرطنا في سلكهم آمين. هذا آخر الباب الثاني، و حاصلها آداب العرف، و علاماته، فالآداب ثمانية، و العلامات أربع: الرجوع إليه في كل شي‌ء، و الاعتماد عليه في كل حال، و الغيبة فيه عن كل شي‌ء، و الاستدلال به على كل شي‌ء و اتساع أرزاق العلوم و فتح مخازن الفهوم، و الوصل إلى مواجهة الأنوار و الغيبة عنها بشهود الواحد القهار.

نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة    جلد : 1  صفحه : 110
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست