responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة    جلد : 1  صفحه : 105

فرددنا 7، و قلنا له: كيف أنت؟ فنهض علينا، و قال: كيف يكون حال من يقول: في هذا الشهر يفتح اللّه، في هذه الجمعة يفتح اللّه، لا فتح و لا فلاح، هلا عبدنا اللّه كما أمرنا؟! ثم غاب عنا، ففهمنا من أين أخذنا فرجعنا على أنفسنا باللوم، ففتح اللّه علينا انتهى بالمعنى. ذكره في «التنوير» فمن طلب الخصوصية كان عبد الخصوصية وفاته حظه من اللّه حتى يتوب، و من كان عبد اللّه نال حظه من العبودية و أدركته الخصوصية من غير التفات إليها و لا طلب، و اللّه تعالى أعلم. ثم إن هذه الأمور التي تشرق بها البداية و تكون علامة على إشراق النهاية هي أمور باطنية، كالاعتماد على اللّه و الرجوع إليه، أو كثرة الشوق و الاشتياق إليه لكن لا بد من ظهور أثرها على الظاهر، و إليه أشار بقوله:

28- ما استودع من غيب السّرائر ظهر في شهادة الظاهر.

استودع: أي وضع، فالاستيداع: هو وضع الشي‌ء في محل ليحفظ، و غيب السرائر: هو باطنها، و المراد بالسرائر هو القلوب و الأرواح، و شهادة الظواهر: هي ظاهر الجوارح. قلت: ما استودع اللّه سبحانه في القلوب و جعله فيها من خير أو شر، من نور أو ظلمة، من علم أو جهل، من رحمة أو قسوة، من بخل أو شح، أو كرم و سخاء، و قبض و بسط، و يقظة أو غفلة، و معرفة أو نكران أو غير ذلك من الأخلاق المحمودة أو المذمومة، لابد أن يظهر آثار ذلك على الجوارح من أدب و تهذيب، و سكون و طمأنينة، و رزانة و بذل و عفو، أو طيش و قلق و غضب، و غير ذلك من الأحوال القلبية، و الأعمال القالبية. قال تعالى: تَعْرِفُهُمْ بِسِيماهُمْ‌ [البقرة: 273]، و قال: سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ‌ [الفتح: 29]، و قال صلى اللّه عليه و آله و سلم: «من أسرّ سريرة كساه اللّه رداءها[1]»، فأفعال الجوارح تابعة لأحوال القلوب، فمن أودع في سر غيبه‌


[1] - لم أقف عليه.

نام کتاب : ايقاظ الهمم فى شرح الحكم نویسنده : ابن عجيبة    جلد : 1  صفحه : 105
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست