responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدب الطبيب نویسنده : الرهاوي، اسحق بن علي    جلد : 1  صفحه : 76

القول في الاستفراغ‌[1] و الاحتقان‌

نظر الطبيب في أمر الاستفراغ و الاحتقان يجب ان يكون على وجهين احدهما للحاجة اليهما في أمر حفظ صحة الأصحاء و الثاني في أمر معالجة المرضى. فالاستفراغ و الاحتقان في حال الصحة هما طبيعتان و في حال المرض هما عرضيتان و ذلك ان الباري تعالى جعل للأجسام المغذيّة الثابتة قوة تجذب اليها ما يوافقها من الأغذية و قوة اخرى تحفظ عليها ما انجذب اليها الى ان ينهضم و بعد ذلك يغتذى منه بما وافقها و ما فضل مما لا يوافقها يندفع عنها بقوة أخرى خلقت في الأعضاء لدفع ذلك عنها فاذا كان الجسم صحيحا فعلت هذه القوى الأربع افعالها في الاوقات التي تخصها و اذا ضعفت أفعال هذه القوى او لم تفعل افعالها البتة او فسدت أو تأخر فعل بعضها عن وقته دلّ ذلك على مرض بالجسم فلذلك يجب على الطبيب ان يعنى بمعرفة الأستفراغ و الأحتقان في تدبير جسم الانسان اذ كان غذاء الجسم ليس هو جميع ما يأكل الانسان و يشربه لكن اغتذاء اجسامنا انما هو الذي يصير شبيها بها فقط فاما ما لم يكن فيه المشابهة فانما يبقى‌[2] فضلا ينتفع ببقائه في الاعضاء المغتذية فلذلك خلق الباري جلّ و عزّ في كل جسم منافذ و طرقا تبرز منها تلك الفضلات بدفع القوة الدافعة لها عن المغتذي و ذلك كمنفذ البراز و منفذ البول و منافذ العرق و الأثقاب التي يبرز منها فضل عضو عضو كالبلغم و المنخرين و الاذنين و بالجملة ساير الأثقاب التي اعدت لذلك. و اذا كان الأمر على ما قلنا فقد يلزم الطبيب العناية بمعرفة نوع ما يستفرغ من البدن في حال الصحة فان وجده يبرز عن البدن بالمقدار الذي يجب و في الوقت الذي ينبغي ان يبرز فيه و هو الوقت الذي قدرته الطبيعة للبروز اكتفى بفعلها و كف عن معاونتها. و ان وجد ما يبرز من تلك الفضلات قد خرج عن الأمر الطبيعي وجب عليه ان يردّ ما خرج عن الأمر الطبيعي الى مجراه الطبيعي اذ كان الطبيب خادما للطبيعة، و خروج ما يبرز من البدن عن الأمر الطبيعي هو على ضربين‌[3] اما ان يكون ما يبرز من البدن اكثر مما ينبغي او أقل، فإن كان اكثر وجب عليه قطعه و منعه و ان كان أقل وجب عليه اسهاله و دفعه و لن يقدر الطبيب ان يأتي من ذلك الأمر المستقيم الا من بعد ان يعلم لم احتبس ما كان من عادة الطبع‌


[1] ( 172 ب) اقرا في الاستفراغ للرازي في كتابه الفصول ص 90- 99 و في الاستفراغ و الاحتقان لابن هبل ج 1- 119.

[2] وردت في الاصل( يبقا) و الصحيح ما اثبتناه.

[3] وردت في الاصل( على ضرب) و الصحيح ما اثبتناه.

نام کتاب : أدب الطبيب نویسنده : الرهاوي، اسحق بن علي    جلد : 1  صفحه : 76
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست