responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدب الطبيب نویسنده : الرهاوي، اسحق بن علي    جلد : 1  صفحه : 60

حفظ الأخلاق المحمودة الى الاستماع ما يسر النفوس كاستماع اخبار الأفاضل و المتأهلين و استماع علوم العلماء الألهية منها اعني الشرعية و العقليات و اخبار المتدينين و اهل الورع و الطهارة لأن في استماع جميع ذلك سرور للنفس الفاضلة و لذة افعال تصدر عن جوهرها الشريف، و هي يجب ان تكون بتلك الحالات و تعينها و كذلك تجدها تكره استماع الحالات و تستشنع الكذب و الأقاويل المذمومة و الأفعال القبيحة (و ....) من ذكر أهل هذه الأحوال فضلا عن مشاهدتهم و استماع كلامهم فاجتهد أيها الحدث أن تقاوم طبعك المذموم الداعي لك الى المذمومات و تمنعه لذاته، فان مع كل لذة محسوسة جسمانية آفة خفيّة مكروهة لا يقوي على كشفها الا العقل، فخذ نفسك بما يسوقك اليه عقلك لا طبعك، لئلا تعتاد و تألف لذّات الطبع فتحرمك لذّات العقل الدائمة السرور المأمونة من الشرور. و احرص في أن تعود نفسك قلة الكلام مع كثرة الاستماع النافع فان حظّ المرء في أذنه و الحظ لغيره في لسانه. و تجنب استماع الآراء المفسدة كمذاهب المتدهرة و الملحدة و كذلك توقّ مشورات الجهلة و الحساد فانها تسوق الى هلاك النفوس و الأجساد فتأمل ما قلته لك و قس عليه ما لم أقله ترشد أن شاء اللّه تعالى.

القول في‌حاسة الشم و الاشياء الموافقة لها

اما حاسة الروائح فليست تكون ما تراه ظاهرا من المنخرين لكنها تكون بما داخل القحف من البطينين المقدمين من بطون الدماغ و ذلك بالروح النفساني الذي فيهما من الدماغ و لكن لما كانت حاسة الشم لا تتم ايضا الا بتوسط الهواء الحامل للبخارات و الروايح الى هذين البطينين و كان الهواء قد يحمل ايضا مع ذلك أجساما لطافا و كانت ايضا الحاجة الى استشاق الهواء في بقاء الحياة على الحيوان ضرورية. و كان أيضا ما ينقيه الدماغ من فضلاته قد يحدره بالمنخرين من جهة هذين البطينين لانهما مطّلين‌[1] على المنخرين، لطف الخالق تعالى للحيوان بحاجز يحجز دون هذين (البطينين) اللذين هما آلة الشم، و خلقه مثقبا كثقب الاسفنج و لتصفّى‌[2] منه فضلات الدماغ و تصل اليه من تلك الثقوب الروائح مع‌


[1] وردت في الاصل( مطلبين) و الصحيح ما اثبتناه.

[2] وردت في الاصل( لتصفو) و الصحيح ما اثبتناه.

نام کتاب : أدب الطبيب نویسنده : الرهاوي، اسحق بن علي    جلد : 1  صفحه : 60
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست