responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدب الطبيب نویسنده : الرهاوي، اسحق بن علي    جلد : 1  صفحه : 56

كتاب معلمنا جالينوس الذي عنونه بتدبير الأصحاء و هو ست مقالات و الواجب عليك قراءته‌[1]. و اما الضرب الثاني من افعال الدماغ التي لا يفعلها بذاته لكن يفعلها بتوسط الآلات الأخر فهي أفعاله الحسيّة التي يفعلها بتوسط الحواس و قد ينبغي هاهنا أن نذكر واحدا واحدا من الحواس و أفعاله ليعلم بذلك حركاته فيصح لك حفظها بما يوافقها من لحركات و المتحركات و المحسوسات.

القول في‌حاسة البصر و ما يوافقها

أما صحة البصر فانها تتم بصحة العين، و ذلك أن العين عضو مركب من طبقات و رطوبات و عضل تمسكها و تحركها و أعصاب مختلفة الصور لأن واحدة منها مجوّفة الداخل و هي التي يرد فيها النور و القوة النفسانية التي يكون بها الحس للمبصرات‌[2] و لأن لكل جزء من أجزاء العين فعلا يخصّه و منافع لأجلها خلق على ما هو عليه، و ينبغي للطبيب أن يعنى بمعرفته ليقدر على حفظه، فلذلك يجب ان يكون المتولي لحفظ صحة العين و علاج أمراضها منفردا بذلك شديد الحرص على تعلمه إذ هو عضو جليل الخطر عظيم النفع في مصالح الجسم. فاما أنت أيها الطبيب .. الطبيعي فيجب عليك ان تنظر في أفعال العين و منافعها الظاهرة فتحرسها من مضارها و مؤذياتها الواردة عليها من خارج و الواصلة اليها من داخل. فاما ما يصل اليها من داخل فأنت تمنعه بتعديل الأغذية و الأشربة و الحركات و النوم و اليقظة[3] و بالجملة باستعمال الموافق من الأمور الطبيعية التي نحن في وصف جملها. أما ما يرد عليها من خارج فأنت تقدر على تعديله لها و استعمال الموافق لها إذا عرفت منافعها و كيف تفعل فعلها. و أنا أريك من ذلك جملا تستدل منها على كثير من جزئياتها، فاما أحكام جميعها فلا يقدر عليه إلا من قرأ كتب الأطباء فاقصد كتب الفاضل جالينوس في منافع الأعضاء و كتبه في التشريح لتصل الى غرضك على التمام، فأما هاهنا فلا تطالبني بذلك فاني لم أقصده لكني قصدت كما عرفتك أولا تنبيه العقل من أهل صناعة الطب على‌


[1] وردت في الاصل( قرائته) و الصحيح ما اثبتناه.

[2] هذا يؤيد ما قاله الرازي من ان صور المرئيات تدخل العين. لتبصرها لا ان النور الباصر يخرج من العين لتبصر المرئيات. اما ابن الهيثم المتوفى 421 ه/ 1039 م فقد توسع في هذه الحقيقة و اثبتها بالتطبيق و التجارب.

[3] وردت في الاصل( يقضة) و الصحيح ما اثبتناه.

نام کتاب : أدب الطبيب نویسنده : الرهاوي، اسحق بن علي    جلد : 1  صفحه : 56
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست