responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدب الطبيب نویسنده : الرهاوي، اسحق بن علي    جلد : 1  صفحه : 144

الباب الثاني‌عشر في شرف صناعة الطب‌

و لما كان ذكرنا لشرف صناعة الطب و تقدمها في المرتبة على ساير الصنايع و المهن يبعث اهل العقول و الآداب على اقتنائها او ما تهيأ منها و يرغبهم في اتباع أوامرها و البعد عن نواهيها و يحثهم على تشريف أهلها وجب لذلك ان اذكر وجوها من شرفها و عيونا من فضايلها فأقول ان سائر المهن و الصنائع لا يتم ذكرها و لا توصل الى غاياتها الا بعد تصور النفس العلم بها. و لما كان العلم للنفس الناطقة و العمل للبدن و كانت النفس انما يتم لها العلم بالبدن اذا كان صحيحا و الصحة لما تحفظ و تدوم او تجلب و تقوم بصناعة الطب وجب لذلك ان تكون صناعة الطب هي أشرف الصنايع و العلم بها هو أقدم العلوم و ايضا فان الآلات التي بها تستخرج المهن و الصنائع آلتان احداهما القياس و الآخر التجربة و غير ممكن من كل واحدة منها و لا من اجتماعهما ان يقدروا على استخراج أصول صناعة الطب اذا كان الحس لا يصل الى ذلك و ذلك لما نذكره و هو انا ندل أول شخص من المخلوقين حين خلق محتاجا الى الغذاء و لم يعرف الغذاء من الدواء و كانا كلاهما من نوع النبات فانه ان تناول احدهما على انه غذاء فقد خاطر بنفسه و غرر بخبرته لانه ان عمد الى حشيشة السقمونيا مثلا او غيرها من الحشائش القاتلة فأكلها هلك و اذا كان الحس لا يفي بعلم ذلك و العقل فلا سبيل له الى علم الأمور المحسوسة و لا الى تمييزها الا من جهة الحس فغير ممكن اذن ان يعلم اصول صناعة الطب بطريق الاستدلال و القياس.

فأما فروع هذه الأصول فبغير شك ان استخراج ما استخرج منها هاتان الآليان استخرجته و لا يوجد طريق آخر لاستخراجه اللّهم الا ان يقول قائل ان الحكم و التكهن قد

نام کتاب : أدب الطبيب نویسنده : الرهاوي، اسحق بن علي    جلد : 1  صفحه : 144
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست