لا نجدها إلا في كتاب «تأريخ الأطباء»
لاسحاق بن حنين الذي أخذها بدوره عن كتاب بالعنوان نفسه لحكيم مدرسة الأسكندرية في
عهدها المتأخر يحيى النحوي[1] غير ان
إسحاق الرهاوي لا يشير الى هذين المصدرين بأي قدر، و لا نفي لهذا السبب أن يكون
الرهاوي قد أخذ أيضا عن غير هؤلاء من الاطباء الذين عاصروه أمثال: يوحنا بن
ماسويه، و حنين بن إسحاق، و لكل من هؤلاء الأطباء مشاركات في أدب الطبيب و في
امتحانه، فأغفل ذكر اسمائهم مثلما أغفل ذكر اسمي إسحاق بن حنين و يحيى النحوي.
و واضح أن مضامين كتاب «أدب الطبيب» مكملة لأفكار ابقراط و من كتب
بعده في السلوك المهني للأطباء، فقد حدد هؤلاء ما كتبوه في أخلاقيات الطبيب في
نفسه، و في علاقته بالمرضى، و من له صلة بهم، أما إسحاق الرهاوي في كتابه «أدب
الطبيب» فقد توسع في هذا الموضوع فشمل كل ماله علاقة بالطب و التطبيب بما في ذلك
ذوي المريض، و خدمه و زائريه، و من يركّب له الدواء، و من يستحضره، و يسقيه إياه،
و من ينقل أخبار المريض الى طبيبه، و قد يسمح لنا، لهذه الشمولية في أهداف هذا
الكتاب القيّم، أن نطلق عليه اسم (السلوك في الطب) أو (السلوك الطبي) أو ما هو على
هذا السياق و المعنى، و هذه خاطرة لا يقصد بها التوجيه، فنحن من دعاة حفظ نصوص
التراث كما هي لا الى تطويرها حتى لو أدى ذلك نفس الروح و المعنى.
مخطوطة الكتاب:-
يقول الباحث الفاضل فؤاد سزكين أنه عثر على مخطوطة كتاب «أدب الطبيب»
في مكتبة (السليمية) بمدينة أدرنه التركية و رقمها 1658 و تأريخ نسخها سنة 748 ه
(و اسم ناسخها عبد اللّه بن المكين) و أضاف يقول: ثم تيسّر إنجاز ترجمتها الى
اللغة الانكليزية من قبل الباحث مارتن ليفي سنة 1967 و نشرت هذه الترجمة في مجلة
الجمعية الأمريكية للفلسفة في المجلد 57 القسم الثالث[2]
و قد رجعنا الى هذه الترجمة فوجدنا ان مارتن ليفي
[1] (+) نشر روزنثال كتاب تاريخ الاطباء لاسحاق بن حنين
مع ترجمته الى الانكليزية في مجلة( اورينت) مجلد 7 ص 55- 80. 1954.