responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدب الطبيب نویسنده : الرهاوي، اسحق بن علي    جلد : 1  صفحه : 105

لانها هي الاصول للاعضاء الالية. ثم يلزمه ان يكون عالما بما منه ركبت الاعضاء المتشابهة الاجزاء ليعلم كيف يحفظها فيلزمه ان يتقدم عنده العلم بأمر الاخلاط، و قبل العلم بالأخلاط العلم بالمزاج، تتكون الاخلاط من الاسطقسات فلذلك قالوا ان هذه الأشياء هي الأمور الطبيعية للجسم مع اسبابها و علاماتها و لهذه العلل و لكثرة بحوثها و تفنن طرق العلم بها صنّف القدماء لكل فن منها كتبا فإن أحببت علم ذلك على اتقان فيجب ان تلتمسه على ترتيب و نظام فتقرأ كتب فن فن منه على توالي الأمر الطبيعي لبدن الانسان و أحمد ما قرأته في ذلك كتب جالينوس و منها خاصة الستةعشر كتابا التي رتبها الاسكندرانيون‌[1] للمتعلمين لهذه الصناعة و سنذكرها على ترتيبها و بأسمائها فيما بعد بمشيئة اللّه تعالى. فيجب ان تصرف العناية الى درسها على من يفهمها فان كتاب الأسطقسات منها مقدم قبل المزاج و المزاج مقدم قبل علم التشريح و منافع الأعضاء و هذه مقدم قبل القوى الطبيعية و كذلك أجروا القول في ترتيبها فاذا قد انتهى بنا القول الى هاهنا فلنرجع الى ما ينبغي للطبيب ان يأخذ نفسه به من التدابير و السياسة لبدنه و لنفسه يوما يوما فنذكره لتكون مصالحه تامة و سيرته كاملة و بذلك يكون كمال هذا الباب.

القول في‌التدابير و السياسة التي ينبغي للطبيب ان يدبر نفسه بها في كل يوم مدة حياته‌

فنقول انه ينبغي للطبيب بعد اتفاق ما قدمنا

ذكره مما يلزمه علمه ان يبدأ في كل يوم باستنظاف ما يبرز من ساير منافذ بدنه كالذي يبرز من منخريه و عينيه و فمه و نظايرها و تزكيتها بالماء و ليس يكثر في هذه المنافذ الفضلات الا لكثرة الأكل و الشرب و سوء ترتيبها فلذلك يكون انفع الأشياء في تذكية الحواس و نقائها هو تعديل المأكول و المشروب و ايضا فان الطبيب مضطر الى حضور مجالس الأفاضل و الادباء و الأدب‌


[1] الاسكندرانيون- حكماء ظهروا في الاسكندرية بعد المسيح بخمسة قرون تقريبا. و على رأسهم انقلاووس و جاسيوس. و قد اختصروا اربعة كتب من مؤلفات ابقراط و ستةعشر كتابا من مؤلفات جالينوس و جعلوها الكتب المدرسية المقرر تدريسها في المدرسة التي استحدثوها لتعليم الطب( النافع في كيفية تعليم صناعة الطب لابن رضوان المصري( المقالة الثانية) و ابن ابي اصيبعة ص 151- 157).

نام کتاب : أدب الطبيب نویسنده : الرهاوي، اسحق بن علي    جلد : 1  صفحه : 105
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست