responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أدب الطبيب نویسنده : الرهاوي، اسحق بن علي    جلد : 1  صفحه : 100

الاعضاء و ترسل ذلك في العروق (النابته) منها الى كل عضو ما يشاكله و بحسب كفايته بعد ان تأخذ منه هي غذائها و تبقي منه ما لا يصلح لغذائها و لا لغذاء الاعضاء من عكر و زبد و ماء ذلك تقدير العزيز الحكيم و خلقت الكبد بشكل هلالي ذي زيادات محدودب الظاهر أخمص الباطن ليمكن بذلك احتواؤها[1] بتقعيرها و باصابعها الزائدة على المعدة لتسخينها و تعينها على طبخ الغذاء فيكون مثالها مع المعدة مثال القدر الموضوعة على الموقد و بالقوى الطبيعية التي في الكبد يتم الكون لان منها قوى أول و هي المصورة و المربية و ثواني و هي الجاذبة و الماسكة و الهاضمة و الدافعة، و بصلاح الكبد تصلح جميع هذه و تصلح حال الحي فلذلك يجب على الطبيب العناية بها فيما يرد اليها من الأغذية و الأشربة و ما يبرز عنها و بالجملة من تقدير الأمور الطبيعية بحسب مصلحتها كالذي تقدم به القول.

القول في المعدة

و بعد العناية من الطبيب بالاعضاء الرئيسة أعني الدماغ و القلب و الكبد فانه ينبغي ان يعنى بتنقية الأعضاء التي هي خدم هذه الرئيسة و نفعها عام لساير الجسم و أشد هذه تقدما المعدة لأن الطبخ الأول للغذاء فيها يكون و بها اذا كان ما يفعله الفم و الاسنان و الاضراس و اللسان مع تقطيع الطعام و طحنه و اشباه ذلك لا يستحق ان يسمى هضما و لا طبخا اذ كان منزلته منزلة ما يصلحه الطباخ من التقطيع و الدقّ قبل طبخه. فالمعدة بالحقية هي اول آلات الطبخ و لذلك جعل ليفها الآخذ عرضا ليفا موريا لكي تحتوي به و تقبض على الطعام ليتم لها سحقه و طبخه في مدة ما من الزمان و تتعاون على ذلك قوتان احداهما الماسكة و الأخرى المغيرة و هي الهاضمة، و هاتان القوتان فعلهما يتلوان فعل القوة الجاذبة (شي‌ء لا تفعلان هاتان القوتان شيئا) كما ان القوة الدافعة ثالثة في فعلها للقوتين المتوسطتين و لذلك جعل للمعدة طريقان احدهما ينجذب اليها منه ما يرد اليها و هو المتصل بالمري‌ء و الآخر المسمى البواب و هو الثقب المتصل بأول المعا المسمى الأثني‌عشري. و المعدة في اسفلها الذي هو اوسع جرمها لحمي لأجل ان اكثر النضج به يكون و أعلاها عصبي لأجل ان أكثر الحس لها به يكون. و اذا كان نفع المعدة ما ذكرنا فبحق يجب على الطبيب ان‌


[1] وردت في الاصل( احتواها) و الصحيح ما اثبتناه.

نام کتاب : أدب الطبيب نویسنده : الرهاوي، اسحق بن علي    جلد : 1  صفحه : 100
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست