responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تنبيه المغترين نویسنده : الشعراني، عبد الوهاب    جلد : 1  صفحه : 87

ضرورة، و إن كان مقامه قد ارتقى عن ذلك و اللّه تعالى أعلم، و قد بكى رجل رياء في مجلس صلة بن أشيم فرحمه الناس فقيل له فى المنام خذ أجر بكائك ممن أحببت إلى أن يراك باكيا، و كان سميط بن عجلان رحمه اللّه تعالى يقول: كان سفيان بن عيينة رحمه اللّه تعالى إذا بكى بكت زوجته و عياله و خدمه و لا يدرون لما ذلك البكاء.

و كان صالح المري رحمه اللّه تعالى يقول: الذنوب تطمس القلوب و لا يزيل ذلك إلا البكاء، و قد بكى شعيب بن حرب رحمه اللّه تعالى في مجلس طاوس رحمه اللّه تعالى حتى أبكى الناس و ظن أنه فعل أمرا عظيما فقال له طاوس اعلم يا أخي أنه لو بكى معك أهل السماء و أهل الأرض لأجل ذنب واحد فعلته لكان ذلك قليلا فكيف تظن أن ذنوبك تمحى لبكائك وحدك، و قد قيل لمالك بن دينار رحمه اللّه تعالى ألا نأتيك بقارئ يسمعك القرآن، فقال الثكلاء لا تحتاج إلى نائحة، و كان الضحاك رحمه اللّه تعالى يبكي كل عشية حتى يغشى عليه و يقول إني لا أدري ما صعد اليوم من عملى القبيح هل غفر لي أو هو باق في صحيفتي حتى أقف عليه غدا، و كان مكحول الدمشقي رحمه اللّه تعالى يقول إذا رأيتم أحدا يبكي فابكوا و لا تظنوا به الرياء فإني ظننت ذلك مرة برجل فحرمت البكاء سنة ا ه.

فعلم أن كل من ادعى الصلاح و لم يبك بقلبه عند سماع القرآن فهو كاذب لأن قسوة القلب تنافي أخلاق الصالحين، فاعلم ذلك و الحمد للّه رب العالمين.

الظن بالنفس‌

(و من أخلاقهم رضي اللّه تعالى عنهم): ظنهم بنفسهم الهلاك بسبب تقصيرهم في الطاعات فضلا عن وقوعهم في المعاصي و يقولون الرجاء في اللّه سبحانه و تعالى أن يعفو عنا هو تحصيل الحاصل، و إنما الشأن في ظن أحدهم أن اللّه تعالى يؤاخذه على النقير و القطمير ليخف وقوفه للحساب يوم القيامة فإن من لم يحاسب نفسه هنا يطول وقوفه للحساب هناك نسأل اللّه تعالى اللطف، و قد كان عبد الرحمن بن هرمز الأعرج رحمه اللّه تعالى يقول. فتشوا أنفسكم فيما هي عليه من القبائح فإن كل أحد يحشر غدا مع جنسه، فمن وقع في سائر المعاصي فله مع كل قوم حشر، و كان رحمه اللّه تعالى كثيرا ما يعاتب نفسه و يوبخها و يقول لها إن المنادي ينادي يوم القيامة يا أهل الخطيئة كذا قوموا فتقوم يا أعرج معهم فأراك يا أعرج تقوم مع كل طائفة.

نام کتاب : تنبيه المغترين نویسنده : الشعراني، عبد الوهاب    جلد : 1  صفحه : 87
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست