7، و من صبرت على أذى زوجها لها
أعطاها اللّه تعالى من الأجر مثل ما أعطى آسية بنت مزاحم رضي اللّه عنها.
و سيأتي أواخر هذا الكتاب بسط الكلام على هذا الخلق إن شاء اللّه
تعالى، و الحمد للّه رب العالمين.
تعظيم حرمة المسلمين
(و من أخلاقهم رضي اللّه تعالى عنهم):
كثرة تعظيمهم حرمة المسلمين و محبة الخير لهم لأنها من جملة شعائر اللّه تعالى، و
قد كان أبو بكر الصديق رضي اللّه عنه يقول لا يحقرن أحد أحدا من المسلمين فإن صغير
المسلمين عند اللّه كبير، و كان عبد اللّه بن عباس يقول:
أفضل الحسنات إكرام الجليس، و كان ينظر إلى الكعبة و يقول: إن اللّه
حرمك و شرفك و كرمك و المؤمن أعظم حرمة عند اللّه تعالى منك، و كان عكرمة رضي
اللّه عنه يقول إياكم أن تؤذوا أحدا من العلماء فإن من آذى عالما فقد آذى رسول
اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و كان أبو هريرة رضي اللّه عنه يقول:
المؤمن أكرم على اللّه تعالى من بعض الملائكة الذين عنده، و قيل
لحاتم الأصم لما كانت يد السارق المسلم تقطع في خمسة دارهم مع أن ديتها خمسمائة
دينار، فقال لهتكه الستر و فعله الجور و تركه الحرمة.
فتأمل يا أخي في نفسك هل عظمت حرمات المسلمين فضلا عن العلماء و
الصالحين كما ذكرنا أم احتقرتهم و وقعت في أعراضهم و صرت من الفاسقين بذلك فاستغفر
اللّه.
الصبر على أذى زوجاتهم
(و من أخلاقهم رضي اللّه تعالى عنهم):
صبرهم على أذى زوجاتهم و شهودهم أن كل ما بدا من زوجة أحدهم من المخالفات له صورة
معاملته لربه فلما خالف ربه كذلك خالفته زوجته و هي قاعدة أكثرية لا كلية، فتخرج
الأنبياء عليهم الصلاة و السلام من ذلك لعصمتهم، و كان عوام السلف إذا لم يشهدوا
ما ذكرناه صبروا على أذاها لشهودهم أن نفعها أكثر من ضررها، و كانوا رضي اللّه
عنهم يؤدون إلى المرأة حقها على الكمال و لا يمنعهم مخالفتها لهم عن ذلك عملا بنحو
حديث [أد الأمانة لمن ائتمنك و لا تخن من خانك] و إن كان على كل من الزوجين الحق
للآخر كما هو مقرر في كتب الحديث و الفقه، و تقدم في الخلق قبله قول كعب الأحبار
من صبر على أذى زوجته له أعطاه من الأجر ما