responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تنبيه المغترين نویسنده : الشعراني، عبد الوهاب    جلد : 1  صفحه : 38

أكثر مما تستعظمون أنتم كبارها، و كان الربيع بن خيثم رحمه اللّه تعالى إذا ضحى في العيد يقول: و عزتك و جلالك لو علمت رضاك في ذبح نفسي لذبحتها لك، قال: و قد مكث كهمش بن الحسن رحمه اللّه تعالى أربعين سنة يبكي على غسله يديه بتراب جاره بغير إذنه، و كان يقول: ربما كان أحدكم يظن إن اللّه تعالى غفر له ذنبه حين يتقادم عهده و ذلك غرور، و قد بلغنا أن اللّه تعالى أوحى إلى داود عليه الصلاة و السلام يا داود قل لبني إسرائيل بأي طريق وصل إليكم أني قد غفرت لأحدكم ذنبه حتى يترك الندم عليه، و عزتي و جلالي لأوقفن كل مذنب على ذنبه يوم القيامة.

(قلت): و لعل معنى وقوف العبد على ذنبه ليريه تعالى فضله عليه فلا يلزم من ذلك عدم المغفرة و اللّه أعلم، و كان يزيد الحميري رحمه اللّه تعالى يقول: قلت مرة لراهب لم آثرتم لبس السواد على البياض، فقال: لأنه شعار أهل المصائب و نحن أهل الذنوب و هي أعظم المصائب، قال: و مر عتبة الغلام رحمه اللّه يوما على مكان فارتعد و رشح عرقا، فقالوا له في ذلك، فقال: هذا مكان عصيت اللّه فيه و أنا صغير، و قد حج مالك بن دينار رحمه اللّه تعالى ماشيا من البصرة فقيل له ألا تركب، فقال: أما يرضى العبد العاصي الآبق أن يأتي إلى صلح مولاه إلا راكبا، و اللّه لو أني أتيت مكة على الجمر لكان ذلك قليلا انتهى.

فاعلم ذلك يا أخي و إياك أن تتهاون بالاستغفار إذا تقادم عهد الذنب فإنك من المعصية على يقين و من المغفرة على شك و أكثر من الاستغفار ليلا و نهارا، و الحمد للّه رب العالمين.

كثرة الخوف من اللّه‌

(و من أخلاقهم رضي اللّه تعالى عنهم): كثرة الخوف من اللّه تعالى أن يعذبهم على ما جنوه من مظالم نفوسهم و مظالم العباد، و لو عود خلال لأحد أو إبرة يخيطون بها لا سيما إن كان أحدهم يستقل أعماله الصالحة في عينه فإنه يشتد خوفه و كربه لعدم أن يكون معه شي‌ء من الحسنات يعطي منها الخصوم يوم القيامة، و ربما شح أحد المظلومين يوم القيامة فلا يرضى بجميع أعمال الظالم الصالحة في مظلمة واحدة من مال أو عرض أو لطمة، و في الحديث أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: [أتدرون من المفلس من أمتي يوم القيامة؟، قالوا:

المفلس فينا من لا درهم له و لا دينار و لا متاع، فقال صلى اللّه عليه و سلم: المفلس من يأتي يوم القيامة بصيام و صلاة و زكاة و حج، و يأتي و قد شتم هذا و أكل مال هذا و سفك دم هذا و ضرب هذا فيعطى هذا من حسناته و هذا من حسناته فإن فنيت قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرح عليه ثم قذف في النار].

و كان عبد اللّه بن أنيس رضي اللّه عنه يقول: ينادي رب العزة يوم القيامة أنا الملك الديان لا

نام کتاب : تنبيه المغترين نویسنده : الشعراني، عبد الوهاب    جلد : 1  صفحه : 38
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست