responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تنبيه المغترين نویسنده : الشعراني، عبد الوهاب    جلد : 1  صفحه : 234

(قلت) و هو كلام غريب فليتأمل، و كان أنس بن مالك رضي اللّه عنه يقول: رب تال للقرآن و القرآن يلعنه، و كان أبو ميسرة رحمه اللّه تعالى يقول: الغريب هو القرآن في جوف الفاجر، و كان أبو سليمان الداراني رحمه اللّه تعالى يقول: الزبانية إلى جملة القرآن أسرع منهم إلى عبدة الأوثان أي لكونهم خالفوا ما حملوا، و كان سفيان الثوري رحمه اللّه تعالى يقول: إذا قرأ العبد كلام اللّه ثم تكلم بلغو ثم عاد إلى القرآن قال اللّه تعالى مالك و كلامي.

(قلت) و من هنا كان سيدي عليّ الخواص رحمه اللّه تعالى إذا كان يقرأ ثم كلمه أحد في حاجة يقول بقلبه دستور يا رب أكلم فلانا ثم يكلمه، و كان الفضيل بن عياض رحمه اللّه تعالى يقول: إن حملة القرآن يسألون يوم القيامة عما يسأل عنه الأنبياء عليهم الصلاة و السلام، يعني يسألون عن العمل بالقرآن أو غيره كاملا لأنهم مأمورون أن لا يخلوا منه بحكم واحد، و في الحديث [أكثر منافقي هذه الأمة قراؤها] و قد أخبرني سيدي الشيخ أبو السعود الجارحي رحمه اللّه أنه مكث عشرين سنة يتلوا في النهار ختما و في الليل ختما و ذلك قبل اجتماعه بشيخه في الطريق سيدي أحمد المرحومي رحمه اللّه تعالى فلما اجتمع به و أخبره بذلك قال له: ما حصلت شيئا لأنك كنت تفرح بعدد الختوم و لا تطالب نفسك بالعمل بشي‌ء منه، فقال: نعم، قال: ثم أمرني الشيخ بعد ذلك بالتدبر و مطالبة نفسي بالعمل بكل آية، فما قدرت بعد ذلك على عشر ما كنت أقرأ، فاعلم ذلك يا أخي و الحمد للّه رب العالمين.

الوقوف بين يدى اللّه‌

(و من أخلاقهم رضي اللّه تعالى عنهم): التهيؤ للوقوف بين يدي اللّه تعالى في كل صلاة من أول الوقت فكان أحدهم يستشعر عظمة اللّه تعالى شيئا فشيئا من حين وضوئه و من حين ينادي بحي على الصلاة حتى يصل إلى الحضور مع اللّه تعالى بحسب مقامه، لا سيما إن كان أحدهم يطالع عما قبل الصلاة أو في خصومة أو نحو ذلك، فإن استجلاب الحضور عليه بعيد إلا إن كان يستعد له من قبل دخول الوقت. و قد كان أخي الشيخ أفضل الدين رحمه اللّه تعالى يستعد للوقوف في الصلاة قبل دخول الوقت بعشر درج، فقلت له يوما: أنت بحمد اللّه ليس لك علاقة دنيوية تمنعك من الحضور، فقال: إن لكل إنسان عوائق بحسب مقامه و لو لا الحجاب الذي لهم قبل الصلاة لما أصفرت ألوانهم عند القيام إليها، فلا بد لكل ولي من حجاب ينكشف له عند القيام إلى الصلاة فيزداد بذلك تعظيما لربه عز

نام کتاب : تنبيه المغترين نویسنده : الشعراني، عبد الوهاب    جلد : 1  صفحه : 234
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست