responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تنبيه المغترين نویسنده : الشعراني، عبد الوهاب    جلد : 1  صفحه : 173

حسن الخلق‌

(و من أخلاقهم رضي اللّه تعالى عنهم): حسن خلقهم مع جفاة الطباع تخلقا بأخلاق رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و عملا بقوله: [و خالق الناس بخلق حسن‌]، و كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه يقول: إن الرجل ليكون فيه تسعة أخلاق حسنة و واحد سيئ فغلب ذلك الواحد التسعة فاتقوا عثرات اللسان، و كان بشر بن عمر رحمه اللّه تعالى يقول: ليس لسيئ الخلق إلا الهجران، و كان وهب بن منبه رحمه اللّه تعالى يقول: مثل السيئ الخلق مثل الفخارة المكسورة لا ينتفع بها و لا تعاد طينا.

و قد كان الحسن البصري رحمه اللّه تعالى يقول: أول من يجني على سيئ الخلق سوء خلقه فإنه يعذب نفس صاحبه كما هو مشاهد، و قد سئل مرة عن حسن الخلق المشار إليه بقوله صلى اللّه عليه و سلم: [و خالق الناس بخلق حسن‌] فقال: هو السخاء و العفو و الاحتمال، و قد سئل أمير المؤمنين علي رضي اللّه عنه عن ذلك أيضا فقال: هو موافقة الناس في كل شي‌ء ما عدا المعاصي، و كان يقول من كثر همه سقم بدنه و من قل ورعه مات قلبه، و كان أبو حازم رحمه اللّه تعالى يقول: إن من سوء خلق الرجل أن يدخل على أهله و هم في سرور يضحكون فيتفرقون خوفا منه و من سوء خلقه أيضا هروب الهرة منه و صعود كلبه الحائط خوفا منه.

و كان سفيان الثوري رحمه اللّه تعالى يقول: من خطب امرأة و هو يعلم من نفسه سوء الخلق فليعلمها بذلك و إلا غشها انتهى، و سيأتي بسط ذلك مفرقا في هذا الكتاب، فإنه كله محاسن أخلاق فلا يصح لأحد التقليد بحسن الخلق إلا إن تخلق بها جميعا و ذلك عزيز جدا و لا يخرج من الغش إلا إن اتهم نفسه بسوء الخلق ثم إنه يقبح على من زعم أنه من الدعاة إلى اللّه أن يكون خلقه شيئا يخاف الناس من شره، كما أنه يقبح على جماعته فقد قالوا من علامة المنافق أن يتركه الناس اتقاء فحشه، و في الحديث مرفوعا [شر الناس من تركه الناس اتقاء فحشه‌] فاعلم ذلك و إياك و سوء الخلق، و الحمد للّه رب العالمين.

كثرة الفتوة

(و من أخلاقهم رضي اللّه تعالى عنهم): كثرة الفتوة و المروءة تخلقا بأخلاق رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و أخلاق الصحابة و التابعين و العلماء العاملين رضي اللّه تعالى عنهم أجمعين، فإنه لا خير فيمن لا فتوة عنده و لا مروءة و لو كان على عبادة الثقلين، و قد سئل الحسن البصري‌

نام کتاب : تنبيه المغترين نویسنده : الشعراني، عبد الوهاب    جلد : 1  صفحه : 173
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست