responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تنبيه المغترين نویسنده : الشعراني، عبد الوهاب    جلد : 1  صفحه : 171

و كان عبد اللّه بن المبارك رحمه اللّه يقول: لا يقدر على كتمان ما يسمع إلا من صح نسبه و أما ولد الزنا فإنه لا يستطيع الكتمان، و قد ترك بعض إخوان إبراهيم بن أدهم رحمه اللّه تعالى زيارته زمانا ثم جاءه زائرا فوقع في عرض بعض الناس عنده، فقال له إبراهيم و اللّه إن ترك زيارتك لنا غنيمة بغضت إلى أخي و أشغلت قلبي فيا ليتك لم تزرنا في هذا اليوم ا ه.

و كان منصور بن زاذان رحمه اللّه تعالى يقول: و اللّه أني لفي جهاد مع كل من جالسني حتى يفارقني فإنه لا يكاد يسلم من تبغيض صديقي إلي أو من تبليغ غيبة من اغتباني فيدخل علي الكرب من ذلك، و كان شداد بن حكيم رحمه اللّه تعالى يقول: إذا رأيتم حسنات أخيكم أكثر من سيئاته فاذكروه بالمحاسن و تجاوزوا عن مساوئه، و كان يقول من أبغض بقول الناس و أحب بقول الناس أصبح نادما على ما فعل فإنه قل أن يقع التعديل أو التجريح بحق و إنما يقع ذلك بالعصبية و هوى النفس، و قد كان خالد بن صفوان رحمه اللّه تعالى يقول: امقتوا النمام و إن كان صادقا لأن النميمة رواية و قبولها إجازة فيصير قبولها شرا منها ا ه.

فاعلم ذلك يا أخي و احذر من إفشاء سر إخوانك أو غيرهم في هذا الزمان و لا تقل إني لم أقصد تلك فإنك في النصف الثاني من القرن العاشر صاحب الفتن و الغرائب، و الحمد للّه رب العالمين.

عيوب الأنفس‌

(و من أخلاقهم رضي اللّه تعالى عنهم): الاشتغال بعيوب أنفسهم من عيوب الناس عملا بقوله: [وَ فِي أَنْفُسِكُمْ أَ فَلا تُبْصِرُونَ‌][1]، و عملا بحديث [طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس‌]، و أيضا [فإن المطلع على عيوب الناس معدود من جملة الشياطين‌] أي البعداء من رحمة اللّه تعالى، و أهل اللّه لا يرضون لنفوسهم أن يكونوا كذلك، و قد كان زيد القمي رحمه اللّه تعالى يقول: قرأت في بعض الكتب الإلهية يا ابن آدم جعلت لك مخلاتين مخلاة أمامك و مخلاة خلفك، فالمخلاة التي خلفك فيها عيوبك و المخلاة التي أمامك فيها عيوب الناس فلو نظرت إلى التي خلفك لشغلتك عن التي أمامك ا ه، و كان رحمه اللّه يقول: يتيقين أحدكم عيوب نفسه و مع ذلك يحبها و يبغض أخاه المسلم على الظن فأين العقل، و كان بكر بن عبد اللّه المزني رحمه اللّه تعالى يقول: إذا رأيتم الرجل موكلا بعيوب الناس فاعلموا أنه عدو للّه و إن اللّه قد مكر به.


[1] -سورة الذاريات: الآية 21.

نام کتاب : تنبيه المغترين نویسنده : الشعراني، عبد الوهاب    جلد : 1  صفحه : 171
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست