responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تنبيه المغترين نویسنده : الشعراني، عبد الوهاب    جلد : 1  صفحه : 169

و قد بلغنا أن الكاذب يتطور كلبا في النار و أن الحاسد يتطور في النار خنزيرا و المغتاب يتطور في النار قردا و كذا النمام، و كان أبو عبد اللّه الأنطاكي رحمه اللّه تعالى يقول: إن من الغيبة المحرمة أن تثبت عيب أخيك في قلبك و تترك أن تتكلم به خوفا من عداوته لك، و كان يقول من تجرأ على التصريح بغيبة أحد جره ذلك إلى أن يصير يقول في الناس الزور و البهتان ا ه.

فأعرض يا أخي على نفسك هذه الأمور و انظر هل سلمت من الوقوع فيها فتشكر اللّه تعالى أم وقعت فيها فتستغفره، و أكثر يا أخي من الأعمال الصالحة لتعطي منها أصحاب الحقوق يوم القيامة و اعتقد في نفسك الفسق فضلا عن اعتقادك فيها الصلاح من كثرة ما تسمع من المحجوبين عن اللّه تعالى في حقك بأنك من الصالحين، و قد قالوا أجهل الجاهلين من ترك يقين ما عنده لظن ما عند الناس، و قبيح على شيخ الزاوية مثلا أن يجلس في مجالس الغيبة و النميمة أو يقر أحدا على ذلك فإنه يصير فاسقا و هذا أمر قد استهان به الناس الآن مع أنه أقبح من بيع الحشيش، و مع ذلك فلا يكاد أحد يستقبحه كل القبح، فلا حول و لا قوة إلا باللّه العلي العظيم، فاعلم ذلك يا أخي و اجتنب تلك الصفات و الحمد للّه رب العالمين.

عدم الوسوسة

(و من أخلاقهم رضي اللّه تعالى عنهم): عدم وسوستهم في الوضوء و الصلاة و في القراءة فيها و غير ذلك من العبادات مع مبالغة أحدهم في الورع إلى الغاية، و ذلك لأن حصول أصل الوسوسة إنما هو من ظلمة القلب، و ظلمة القلب من ظلمة الأعمال و ظلمة الأعمال من أكل الحرام و الشبهات، فمن أحكم أكل الحلال فليس لإبليس عليه سبيل مطلقا، و قد أكل قوم من أطعمة الظلمة و المكاسين و القضاة و المباشرين و من يبيع عليهم من التجار و غيرهم و طلبوا الحضور مع اللّه تعالى و الخشوع في عباداتهم و معرفة ما فعلوه منها مما تركوه فلم يصح لهم ذلك.

و كان غاية ما حصله أحدهم العناء و التعب و القفز في الهواء حال النية في الصلاة كأنه يصطاد شيئا تفلت من يده و تراه إذا كبر يقول اك اك اك اك بار بار بار و إذا أراد أن يقرأ يقول بس بس بس ال ال ال هي و إذا أراد أن يتشهد يقول أت أت أت حيات و إذا سلم يقول اس اس اس و نحو ذلك كما هو مشاهد من أحوالهم، و قد أفتى بعض العلماء ببطلان الصلاة بذلك و قال إنه ليس بقرآن و لا ذكر و إنما هو كلام أجنبي من كلام الآدميين قاله صاحبه على وجه العمد لا السهو.

نام کتاب : تنبيه المغترين نویسنده : الشعراني، عبد الوهاب    جلد : 1  صفحه : 169
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست