responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تنبيه المغترين نویسنده : الشعراني، عبد الوهاب    جلد : 1  صفحه : 129

على مواساة أخيه أو تحمل همومه أو الدعاء له و إلا فلا يقولن له إيش حالكم؟ لأنه يصير نفاقا، و كان حاتم الأصم رحمه اللّه تعالى يقول: إذا قلت لصاحبك كيف أصبحت؟ و قال لك إني محتاج إلى شي‌ء فتلاهيت عنه و لم تعطه حاجته فقولك له: كيف أصبحت سخرية به، و هذا هو الغالب على إخوان هذا الزمان.

و قد سمعت سيدي عليا الخواص رحمه اللّه تعالى يقول: إنما كانوا يسأل بعضهم بعضا عن أحوالهم لينبهوا الغافل على شكر اللّه تعالى فيشكره فيحصل له و لهم الخير بذلك، و في الحديث أن رجلا قال للنبي صلى اللّه عليه و سلم كيف أصبحت يا رسول اللّه، فقال صلى اللّه عليه و سلم: [أصبحت خيرا من أناس لم يعودوا مريضا و لم يشيعوا جنازة] و قد قيل لأبي بكر الصديق رضي اللّه عنه كيف أصبحت؟

فقال: أصبحت عبدا ذليلا لرب جليل أصبحت مأمورا بأمره.

و قيل للحسن البصري رحمه اللّه تعالى كيف أصبحت؟ فقال: أصبحت حنيفا مسلما لا أشرك باللّه شيئا، و قيل لمالك بن دينار رحمه اللّه تعالى كيف أصبحت؟ فقال: أصبحت لا أدري أ أنقلب إلى الجنة أو إلى النار، و قيل للإمام الشافعي رضي اللّه عنه كيف أصبحت؟ فقال أصبحت آكل رزق ربي و لا أقوم بشكره، و قيل لعيسى عليه الصلاة و السلام كيف أصبحت؟ فقال:

أصبحت لا أملك نفع ما أرجو و لا أستطيع دفع ما أحذر و أنا مرتهن بعملي و الأمر كله بيد غيري و لا فقير أفقر مني، و قيل للربيع بن خيثم رحمه اللّه تعالى كيف أصبحت؟ فقال:

أصبحت ضعيفا مذنبا آكل رزق ربي و أعصى أمره، و قيل لأبي الدرداء رضي اللّه عنه كيف أصبحت؟

فقال: أصبحت بخير إن نجوت من النار.

و قيل لمالك بن دينار رحمه اللّه تعالى كيف أصبحت؟ فقال: أصبحت في عمر ينقص و ذنوب تزيد، و قيل لحامد اللفاف رحمه اللّه تعالى كيف أصبحت؟ قال: سالم معافى، فقال له حاتم الأصم: يا حامد السلام و العافية إنما يكونان بعد مجاوزة الصراط و دخول الجنة، فقال حامد: صدقت، فاعلم ذلك و الحمد للّه رب العالمين.

عدم الغفلة

(و من أخلاقهم رضي اللّه تعالى عنهم): عدم الغفلة عن محاربة إبليس و التجسس على معرفة مكائده و مصايده، و هذا الخلق قد أغفله غالب الناس، فإن إبليس كما لم يغفل عنا فينبغي لنا أن لا نغفل عنه فإنه بالمرصاد حريص على وقوع العبد في سخط اللّه تعالى،

نام کتاب : تنبيه المغترين نویسنده : الشعراني، عبد الوهاب    جلد : 1  صفحه : 129
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست