responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تنبيه المغترين نویسنده : الشعراني، عبد الوهاب    جلد : 1  صفحه : 112

و قد سئل سفيان الثوري عن فضل الصف الأول فقال: انظر رغيفك من أين هو فكله وصل في أي صف شئت و لا حرج عليك، و كان عبد اللّه بن عباس رضي اللّه عنهما يقول: لا يقبل اللّه صلاة العبد و في جوفه شي‌ء من الحرام، و كان السري السقطي رحمه اللّه تعالى يقول: النجاة في ثلاث سبيل الهدى و كمال التقى و طيب الغذاء.

و كان وهيب بن ورد رحمه اللّه تعالى يقول: لو صمت و صليت حتى صرت مثل هذه السارية ما ينفعك ذلك إلا بعد أن تنظر ما يدخل جوفك و اعلم أن دليل القوم في هذا الخلق قوله تعالى: [كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ وَ اعْمَلُوا صالِحاً][1] و هو خطاب للرسل، و قد صرح في الحديث بأن اللّه تعالى أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين ا ه، و من أدلتهم أيضا ما ورد أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال: [لا يكتسب عبد مالا من حرام فيبارك له فيه و لا يتصدق منه فيؤجر عليه و لا يتركه خلف ظهره إلا كان دافعا له إلى النار، إن اللّه لا يمحو السيئ بالسيئ و لكن يمحو الخبيث بالطيب‌] ا ه.

فانظر يا أخي إلى طعامك في هذا الزمان و عليك بالجوع المفرط و إياك أن تأكل من طعام أمير أو مباشر أو قاض فضلا عن أطعمة الظلمة و المكاسين من غير تفتيش فإنك تهلك في دينك و لو كان على رأسك عمامة صوف و جبة و لك عذبة، فافهم و الحمد للّه رب العالمين.

كثرة الوصايا

(و من أخلاقهم رضي اللّه تعالى عنهم): كثرة الوصايا من بعضهم لبعض و قبولهم المواعظ و شكرهم الواعظ و عدم رؤية أحدهم في نفسه أنه قام بواجب حق من نصحه و لو أحسن إليه مدى الدهر، و ذلك لأن الأمور الأخروية لا تقابل بالأعراض الدنيوية و قد قال رجل للحسن البصري رحمه اللّه تعالى: أوصني، فقال له: أعز أمر اللّه حيثما كنت يعزك اللّه حيثما كنت، و قال رجل لعمر بن عبد العزيز رحمه اللّه تعالى: أوصني، فقال له: احذر أن تكون ممن يخالط الصالحين و لا ينتفع بهم أو يلوم المذنبين و لا يجتنب الذنوب أو ممن يلعن الشيطان في العلانية و يطيعه في السر.

و قال رجل للفضيل بن عياض رحمه اللّه تعالى: أوصني، فقال له: هل مات والدك؟

قال: نعم، فقال له: قم عني فإن من يحتاج إلى من يعظه بعد موت والده لا تنفعه موعظة، و قال رجل لمحمد بن واسع رحمه اللّه: أوصني، فقال له: كن ملكا في الدنيا و الآخرة، قال:


[1] -سورة المؤمنون: الآية 51.

نام کتاب : تنبيه المغترين نویسنده : الشعراني، عبد الوهاب    جلد : 1  صفحه : 112
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست