responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تنبيه المغترين نویسنده : الشعراني، عبد الوهاب    جلد : 1  صفحه : 110

لحيتك، فقال له: إني إذا لفارغ القلب، و قيل لإبراهيم بن أدهم رحمه اللّه تعالى يقول: ربما أريد أن أغسل ثوبي فأفكر في قلبي فأتركه، و كان يغسل ثوبه بالأشنان فقط دون الصابون، و كان مالك بن دينار رحمه اللّه تعالى لا يزيد على العباءة صيفا و شتاء ليلا و نهارا، و كان أبو إسحاق السبيعي رحمه اللّه تعالى يقول: كانت طيالس الناس قعر بيوتهم و لم يكن يلبس الطيلسان على عمامته إلا شهر بن حوشب فقط رحمه اللّه، و قد كان أنس بن مالك رضي اللّه عنه يقول: ما شبهت الناس اليوم في المساجد و عليهم الطيالسة إلا بيهود خيبر اه.

(قلت) المطلوب من الطيلسان على الرأس إنما هو كف النظر عن فضول النظر للحيطان و غيرها، و ليس هو بكبير أمر و إنما الشأن أن يلبس على قلبه طيلسانه يمنعه أن يمد بصره إلى شي‌ء من شهوات الدنيا، قال تعالى: [لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى‌ ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ‌][1]، و لكل مقام رجال و اللّه أعلم، و قد كان عروة بن الزبير رضي اللّه عنهما يقول: رأيت رداء رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الذي كان يخرج به إلى الوفود طوله أربعة أذرع و عرضه ذراعان و شبر فكان عند الخلفاء بعده صلى اللّه عليه و سلم حتى خلق كانوا يلبسونه يومي العيدين، و كان مالك بن دينار رحمه اللّه يقول: يا قارئ مالك و للطيلسان إنما ينبغي لك مدرعة صوف و عصا كراع تفر من اللّه إلى اللّه و تشوق إخوانك إلى اللّه، و قد كان يوسف بن أسباط رحمه اللّه تعالى يقول: رأيت سفيان الثوري رحمه اللّه تعالى في طريق مكة فقومت ما عليه من الثياب حتى نعله فوجدت ذلك يساوي درهما واحدا أو أربع دوانق، و اعلم يا أخي أن دليل القوم في هذا الخلق قوله صلى اللّه عليه و سلم: [البذاذة من الإيمان‌] و البذاذة لبس الخلق من الثياب فلا يبالي الشخص بأي ثوب لبس، و الحمد للّه رب العالمين.

عدم الإسراف‌

(و من أخلاقهم رضي اللّه تعالى عنهم): عدم إسرافهم في الحلال إذا وجدوه و ذلك لأن الحلال غريب في كل زمان بحسب تفاوت أهله في المقام، فربما كان حلالا عند قوم و غير حلال عند قوم آخرين و قد كان السلف يقدمون كسف الدراهم الحلال على سائر مهماتهم و ذلك لأنهم من أبناء الآخرة بيقين، و الأعمال الأخروية الخالصة لا تقع إلى على يدي من أكل حراما أو شبهات، فإن من أكل حراما نشأ عنه فعل الحرام و من أكل شبهة نشأ عنه فعل الشبهة حتى لو أراد من أكل الحرام أن يطيع اللّه لما قدر على ذلك.


[1] -سورة الحجر: الآية 88.

نام کتاب : تنبيه المغترين نویسنده : الشعراني، عبد الوهاب    جلد : 1  صفحه : 110
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست