التَّمْحِيصِ) وَ اشْتَقَقْتُ تَرْجِمَتَهُ مِنْ مَعْنَاهُ، وَ ذَكَرْتُ فِيهِ وُجُوهَ الْاخْتِبَارِ مِنَ اللَّهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ لِعِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ، وَ تَمْحِيصِهِ عَنْ أَوْلِيَائِهِ الْمُوَحِّدِينَ.
وَ أَضَفْتُ إِلَيْهِ مَا جَانَسَهُ، وَ ضَمَمْتُ إِلَيْهِ مَا شَاكَلَهُ مِنَ الصَّبْرِ، وَ الرِّضَا، وَ الزُّهْدِ فِيمَا يَفنَى لِتُكَمِّلَ الْفَائِدَةَ، وَ يَعُمَّ النَّفْعَ، فَيَكُونُ ذَلِكَ دَرْساً لِعَالِمِينَا، وَ فَائِدَةً لِمُتَعَلِّمِينَا، وَ مُقَوِّياً لِيَقِينِ مَنْ ضَعُفَ يَقِينُهُ مِنَّا، وَ مُسَلِّياً عَنْ حُطَامِ الدُّنْيَا، وَ مُبَشِّراً بِسُرُورِ الْأُخْرَى، وَ كَاشِفاً عَمَّنِ اتَّصَلَ غَمُّهُ، وَ مَلِكَهُ هَمُّهُ، لِيَرْجِعَ إِلَى رَبِّهِ، وَ يَثِقَ بِوَعْدِ إِمَامِهِ، فَيُكَمِّلُ اللَّهُ أَجْرَهُ، وَ يَجْزِلُ ذُخْرَهُ.
فَمَنْ نَظَرَ فِيهِ مِنْ إِخْوَانِنَا- كَثَّرَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى وَ حَرَسَهُمْ- وَ رَأَى فِيهِ خُلَلًا أَصْلَحَهُ، أَوْ نَقْصاً تَمَّمَهُ، مُتَوَخِّياً بِذَلِكَ جَزِيلَ الثَّوَابِ فِي وَقْتِ الْإِيَابِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، وَ بِهِ الثِّقَةُ، وَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ، وَ هُوَ حَسْبِي وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ.