قال الشيخ الإمام العارف: أبو سعيد: أحمد بن عيسى البغدادي الخرّاز،
قدّس اللّه روحه، و نوّر ضريحه:
قلت لبعض العلماء: أخبرني عن الصّدق[1]:
كيف هو؟ و ما معناه؟ و كيف العمل به، حتى أعرفه؟
فقال الصّدق: اسم للمعاني كلها، و هو داخل فيها:
أتحبّ أن أجيب عن مسألتك جوابا مختصرا أجمله، أم أشرح لك العلم و
العمل بالأصول التي بها تقوم الفروع؟
قلت: أريد الأمرين جميعا؛ ليكون ذلك علما لي، و فقها، و نصرة.
فقال: وفقت، إن شاء اللّه!
اعلم: أنّه لا بدّ للمريد- المحقّق في إيمانه، و المطالب لسلوك سبيل
النجاة- من معرفة ثلاثة أصول يعمل بها، فبذلك يقوي إيمانه، و تقوم حقائقه، و تثبت
فروعه، فتصفو، عند ذلك، الأعمال و تخلص، إن شاء اللّه:
و قال تعالى: فَادْعُوا اللَّهَ
مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ [غافر: 14].
و قال لمحمد صلّى اللّه عليه و سلم:
قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ 11 [الزمر: 11].
[1] - الصدق: هو الحكم المطابق للواقع، و محله اللسان و
القلب و الأفعال، فهو في اللسان الإخبار عن الشيء على ما هو عليه، و في القلب
العزم الأكيد، و في الأفعال إيقاعها على وجه النشاط و الجدّ.
و للتوسع انظر حديث القشيري عن
الصدق في رسالته ص 210- 214.
[2] - انظر حديث القشيري عن الإخلاص في رسالته ص 207-
210.