من كبار أصحاب الجنيد. و صحب سهل بن عبد اللّه. أقعد بعد الجنيد فى
مكان و كان عالما بعلوم هذه الطائفة، كبير الحال. مات سنة: إحدى عشرة و ثلاثمائة.
سمعت أبا عبد اللّه الشيرازى، يقول: سمعت احمد بن عطاء الروذبارى
يقول:
مات الجريرى سنة الهبير[2]، فجزت به
بعد سنة، فاذا هو مستند جالس و ركبته إلى صدره، و هو مشير إلى اللّه[3] بأصبعه.
سمعت محمد بن الحسين، رحمه اللّه، يقول: سمعت أبا الحسين الفارسى
يقول: سمعت أبا محمد الجريرى يقول:
من استولت عليه النفس صار أسيرا فى حكم الشهوات، محصورا فى سجن
الهوى، و حرم اللّه على قلبه الفوائد، فلا يستلذ بكلام الحق تعالى؛ و لا يستحليه و
إن كثر ترداده على لسانه؛ لقوله تعالى: «سَأَصْرِفُ
عَنْ آياتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ»[4].
و قال الجريرى:
رؤية الأصول[5] باستعمال
الفروع، و تصحيح الفروع بمعارضة الأصول[6]،
و لا سبيل إلى مقام مشاهدة الأصول إلا بتعظيم ما عظم اللّه من الوسائط و الفروع[7].
[7] - و المقصود أن اعتقاد العظمة و الصحة فى الأصول
فرع اعتقاد العظمة و الصدق فيمن شرعها، و اعتقاد عظمة الأصول لا يتم إلا بايقاع
الفروع صحيحة على موافقتها، و إلا فلا فائدة .. و من كلامه: إن اللّه لا يعبأ
بصاحب حكاية و إنما يعبأ بصاحب قلب و رواية. و قال: من توهم أن أعماله توصله إلى
مأموله الأعلى أو الأدنى فقد ضل عن الطريق: لأن المصطفى صلى اللّه عليه و سلم
يقول: لن ينجى أحدكم عمله. فمالا ينجى من المخوف كيف يبلغ المأمول؟، و من صح
اعتماده على فضله( مع العمل) فذاك الذى يرجى له الوصول.