و لو قيل: ما غايتك؟
قال: الحرمان.
و كان أبو بكر الوراق يمنع أصحابه عن الأسفار و السياحات و يقول:
مفتاح كل بركة الصبر فى موضع إرادتك[1] إلى أن تصح لك الارادة، فان صحت لك الإرادة، فقد ظهرت عليك أوائل البركة.
أبو سعيد بن عيسى الخراز
من أهل بغداد.
صحب ذا النون المصرى، و النباجى، و أبا عبيد البسرى، و السرى: و بشرا، و غيرهم .. مات سنة: سبع و سبعين و مائتين.
قال أبو سعيد الخراز: كل باطن يخالفه ظاهر فهو باطل.
سمعت محمد بن الحسين يقول: سمعت أبا عبد اللّه الرازى يقول: سمعت أبا العباس الصياد يقول: سمعت أبا سعيد الخراز يقول:
رأيت إبليس فى النوم، و هو يمر عنى ناحية، فقلت له: تعال، مالك؟
فقال: إيش أعمل بكم، و أنتم طرحتم عن نفوسكم ما أخادع به الناس!!
فقلت: و ما هو؟ قال: الدنيا.
فلما ولى عنى، التفت إلى، و قال: غير أن لى فيكم لطيفة[2].
فقلت: و ما هى؟ قال: صحبة الأحداث.
و قال أبو سعيد الخراز:
صحبت الصوفية ما صحبت، فما وقع بينى و بينهم خلاف.
قالوا: لم؟ قال: لأنى كنت معهم على نفسى.
[1] - إرادتك: سلوكك.
[2] - لطيفة: أى أمر خفى.