سمعت محمد بن الحسين، رحمه اللّه، يقول: سمعت منصور بن عبد اللّه يقول: سمعت أبا عمر الأنماطى يقول: سمعت الجنيد يقول:
لو أقبل صادق على اللّه ألف ألف سنة، ثم أعرض عنه لحظة؛ كان ما فاته أكبر مما ناله.
و قال الجنيد: من لم يحفظ القرآن، و لم يكتب الحديث لا يقتدى به فى هذا الأمر[1]، لأن علمنا هذا مقيد بالكتاب و السنة.
سمعت محمد بن الحسين يقول: سمعت أبا نصر الأصبهانى يقول: سمعت أبا على الروذبارى يقول عن الجنيد: مذهبنا هذا: مقيد بأصول الكتاب و السنة.
و قال الجنيد: علمنا هذا مشيد بحديث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم.
أنبأنا محمد بن الحسين رحمه اللّه، قال: سمعت أبا الحسين بن فارس يقول:
سمعت أبا الحسين على بن إبراهيم الحداد يقول: حضرت مجلس القاضى[2] أبى العباس بن شريح، فتكلم فى الفروع و الأصول بكلام حسن عجبت منه، فلما رأى إعجابى قال:
أتدرى من أين هذا؟
قلت: يقول به القاضى.
فقال: هذا ببركة مجالسة أبى القاسم الجنيد.
و قيل للجنيد: من أين استفدت هذا العلم؟
فقال: من جلوسى بين يدى اللّه ثلاثين سنة تحت تلك الدرجة. و أومأ إلى درجة فى داره.
سمعت الأستاذ أبا على الدقاق، رحمه اللّه، يحكى ذلك، و سمعته يقول:
رئى فى يده سبحة، فقيل له: أنت مع شرفك تأخذ بيدك سبحة؟.
[1] - أى التصوف.
[2] - فى نسخة بدون ذكر( القاضى).