و كان إذا جلس للعلم، و اعجبه
منطقة، يقطع الكلام- خوفا من الغرور- و يقوم و يقول: خذنا و نحن لا نشعر، و كان
يملى الحديث، و يقول: و اللّه لو رأنى عمر بن الخطاب لضربنى بالدرة و اقام لى، و
قال« مثلك لا يصلح الحديث».
و كان يقول للناس- إذا طلبوا منه
الحديث: و اللّه ما أرى نفسى اهلا لإملاء الحديث، و لا اهلا لأن نسمعوه و ما مثلى
و مثلكم إلا كما قال القائل:« افتضحوا فاصطلحوا». و كان قد امتنع من الجلوس العلم
فقيل له فى ذلك، فقال:« و اللّه لو علمت ايهم يريدون بالعلم وجه اللّه لأتينهم فى
بيوتهم و علمهم. و لكن إنما يريدون به المباهاة و قولهم حدثنا سفيان». و كان رحمه
اللّه اعلم هذه الأمه و اعبدها و ازهدها.
قال: ليس من استأنس بالذكر كمن
استأنس بالمذكور، و أنشد فى الذكر:
سألتُ حبيبى
الوصلَ منه دُعابَةً
و أعْلَمُ
أنَّ الوصل ليس يكونُ
فمَاسَ دلالًا
و ابتهاجاً و قال لى
برفقٍ مجيباً(
ما سألتَ يَهُونُ)
و قال: ليس من جذبته أنوار مقدسة
إلى أنسه كمن جذبته أنوار رحمته إلى مغفرته.
نام کتاب : الرسالة القشيرية نویسنده : القشيري، عبد الكريم جلد : 1 صفحه : 631