قيل مات سنة: إحدى و ستين و مائتين، و قيل: أربع و ثلاثين و مائتين.
سمعت محمد بن الحسين، رحمه اللّه، يقول: سمعت أبا الحسن الفارسى،
يقول: سمعت الحسن بن على يقول: سئل أبو يزيد: بأى شئ وجدت هذه المعرفة؟.
فقال: ببطن جائع، و بدن عار.
سمعت محمد بن الحسين، رحمه اللّه، يقول: سمعت منصور بن عبد اللّه
يقول: سمعت عمى البسطامى يقول: سمعت أبى يقول: سمعت أبا يزيد يقول:
عملت فى المجاهدة ثلاثين سنة فما وجدت شيئا أشد على من العلم و
متابعته، و لولا اختلاف العلماء لبقيت، و اختلاف العلماء رحمة إلا فى تجريد
التوحيد.
و قيل: لم يخرج أبو يزيد من الدنيا حتى استظهر القرآن كله.
حدثنا أبو حاتم السجستانى قال: أخبرنا أبو نصر السراج، قال: سمعت
طيفور البسطامى يقول: سمعت المعروف بعمى البسطامى يقول: سمعت أبى يقول: قال لى أبو
يزيد: قم بنا حتى ننظر إلى هذا الرجل الذى قد شهر نفسه بالولاية، و كان رجلا
مقصودا مشهورا بالزهد، فمضينا إليه؛ فلما خرج من بيته، و دخل المسجد رمى ببصاقه
تجاه القبلة، فانصرف أبو يزيد و لم يسلم عليه، و قال: هذا غير مأمون على أدب من
آداب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم؛ فكيف يكون مأمونا على ما يدعيه؟
و بهذا الإسناد قال أبو يزيد: لقد هممت أن أسأل اللّه تعالى أن
يكفينى مؤنة الأكل و مؤنة النساء، ثم قلت: كيف يجوز لى أن أسأل اللّه هذا و لم
يسأله رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إياه؟ فلم أسأله. ثم إن اللّه سبحانه و
تعالى كفانى مؤنة النساء؛ حتى لا أبالى استقبلتنى امرأة أو حائط.
و من كلامه: ليس العالم من يحفظ
من كتاب اللّه فاذا نسى ما حفظ صار جاهلا؛ بل من يأخذ علمه من ربه ى وقت شاء بلا
تحفظ و درس. و هذا هو العلم الربانى. و قال: أخذتهم علمكم ميتا عن ميت و أخذنا
علمنا عن الحى الذى لا يموت.