من مشايخ خراسان[1]. له لسان
فى التوكل[2]، و كان
أستاذ حاتم الأصم.
قيل: كان سبب توبته: أنه كان من أبناء الأغنياء، خرج للتجارة إلى أرض
الترك[3]، و هو
حدث. فدخل بيتا للأصنام، فرأى خادما للأصنام فيه؛ حلق رأسه و لحيته، و لبس ثيابا
أرجوانية[4]. فقال
شقيق للخادم: إن لك صانعا حيا، عالما، قادرا، فاعبده .. و لا تعبد هذه الأصنام
التى لا تضر و لا تنفع!!.
فقال: إن كان كما تقول، فهو قادر على أن يرزقك ببلدك، فلم تعنيت إلى
هاهنا للتجارة؟.
فانتبه شقيق .. و أخذ فى طريق الزهد.
و قيل: كان سبب زهده: انه رأى مملوكا يلعب و يمرح فى زمان قحط، و كان
الناس مهتمين به[5]، فقال
شقيق: ما هذا النشاط الذى فيك؟ أما ترى ما فيه الناس من الجدب[6]
و القحط؟.
فقال ذلك المملوك: و ما على من ذلك، و لمولاى قرية خالصة يدخل له
منها ما نحتاج نحن إليه، فانتبه شقيق، و قال: إن كان لمولاه قرية، و مولاه مخلوق
فقير، ثم إنه ليس يهتم لرزقه، فكيف ينبغى أن يهتم المسلم لرزقه و مولاه غنى؟!.
سمعت الشيخ أبا عبد الرحمن السلمى، رحمه اللّه، يقول: سمعت أبا الحسن
ابن أحمد العطار البلخى يقول: سمعت أحمد بن محمد البخارى يقول: قال حاتم الأصم:
[1] - أخذ الفقه عن أبى حنيفة، و قال الذهبى:« سافر أبو
على شقيق البلخى و معه ثلاثمائة فقير، فتوسل إليه المأمون حتى أجتمع به، و أجتمع
به قبله أبوه الرشيد، و قال له: أنت شقيق الزاهد؟ فقال: نعم، شقيق، و لست بالزاهد
فقال له:
أوصنى قال: إن اللّه قد أجلسك
مكان الصديق و إنه يطلب منك مثل صدقه، و مكان الفاروق و يطلب منك الفرق بين الحق و
غيره، و مكان عثمان و يطلب منك مثل حياته و كرمه، و مقام على، و يطلب منك مثل علمه
و عدله.