قال الجنيد: فرأيت الخزف لم يرفعه و لم يمسه، حتى عفا[5] عليه التراب.
أبو نصر بشر بن الحارث الحافى
أصله من «مرو». و سكن بغداد، و مات بها، و هو ابن أخت على بن خشرم.
مات سنة: سبع و عشرين و مائتين[6].
و كان كبير الشأن[7].
و كان سبب توبته: أنه أصاب فى الطريق كاغدة[8]
مكتوبا فيها اسم اللّه عز و جل قد وطئتها الأقدام، فأخذها و اشترى بدرهم كان معه
غالية[9]، فطيب بها
الكاغدة، و جعلها فى شق حائط .. فرأى فيما يرى النائم كأن قائلا يقول له:
يا بشر، طيبت اسمى، لأطيبن اسمك فى الدنيا و الآخرة.
سمعت الأستاذ أبا على الدقاق، رحمه اللّه، يقول:
مر بشر ببعض الناس، فقالوا: هذا الرجل لا ينام الليل كله، و لا يفطر
إلا فى كل ثلاثة أيام مرة؛ فبكى بشر، فقيل له فى ذلك فقال:
[6] - و ولد سنة 150 ه( 767) م. و صحب الفضيل بن عياض و
رأى سريا السقطى.
[7] - استشفع المأمون بأحمد بن حنبل فى أن يأذن الحافى
المأمون فى زيارته فأبى الحافى.
و من كلامه:« من أراد أن يلقن
الحكمة فلا يعصى اللّه» و« إذا أعجبك الكلام فاصمت أو السكوت فتكلم» و« من سأل اللّه
الدنيا فانما يسأله طول الوقوف بين يديه» و« هب أنك ما تخاف أما تشتاق؟».