نام کتاب : الرسالة القشيرية نویسنده : القشيري، عبد الكريم جلد : 1 صفحه : 422
باب التوحيد
قال اللّه عز و جل: «وَ إِلهُكُمْ إِلهٌ
واحِدٌ»[1].
أخبرنا الإمام أبو بكر محمد بن الحسين بن فورك، رضى اللّه عنه، قال:
حدثنا أحمد بن محمود بن خرزاذ قال: حدثنا مسيح بن حاتم العكلى قال:
حدثنا الحجبى عبد اللّه بن عبد الوهاب قال: حدثنا حماد بن زيد، عن سعيد بن سعد ابن
حاتم العتكى، عن ابن أبى صدقة: عن محمد بن سيرين، عن أبى هريرة قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:
«بينا رجل فيمن كان قبلكم لم يعمل خيرا قط إلا التوحيد، فقال لأهله:
إذا مت فاحرقونى، ثم اسحقونى، ثم ذروا نصفى فى البر و نصفى فى البحر
فى يوم ريح. ففعلوا .. فقال اللّه عز و جل للريح: أدى ما أخذت، فاذا هو بين يديه،
فقال له: ما حملك على ما صنعت؟ فقال: استحياء منك، فغفر له» ..
التوحيد: هو الحكم بأن اللّه[2]
واحد، و العلم بأن الشئ واحد أيضا توحيد، و يقال[3]:
وحدته: إذا وصفته بالوحدانية، كما يقال: شجعت فلانا إذا نسبته إلى الشجاعة، يقال
فى اللغة: وحد يحد فهو واحد و وحد، و وحيد؛ كما يقال:
فرد فهو فارد، و فرد، و فريد.
و أصل أحد «وحد» فقلبت الواو همزة، و الواو المفتوحة قد تقلب همزة،
كما تقلب المكسورة و المضمومة، و منه امرأة أسماء، بمعنى و سماء، من الوسامة، و
معنى كونه، سبحانه، واحدا على لسان العلم، قيل: هو الذى لا يصح فى وصفه الوضع و
الرفع، بخلاف قولك: إنسان واحد؛ لأنك تقول إنسان بلا يد و لا رجل، فيصح رفع شئ
منه، و الحق، سبحانه، أحدى الذات، بخلاف الاسم الجملة[4]
الحاملة.
و قال بعض أهل التحقيق فى معنى أنه واحد: نفى التقسيم لذاته، و نفى
التشبيه عن حقه و صفاته، و نفى الشريك معه فى أفعاله و مصنوعاته.