كان من المشايخ الكبار، مجاب الدعوة[2]،
يستشفى بقبره.
يقول البغداديون: قبر معروف ترياق مجرب.
و هو من موالى على بن موسى الرضا[3]،
رضى اللّه عنه، مات سنة مائتين:
و قيل: سنة إحدى و مائتين. و كان أستاذ السرى السقطى، و قد قال له
يوما: إذا كانت لك حاجة إلى اللّه فأقسم عليه بى.
سمعت الأستاذ أبا على الدقاق، رحمه اللّه تعالى، يقول: كان معروف
الكرخى أبواه نصرانيان، فسلموا معروفا إلى مؤدبهم، و هو صبى، فكان المؤدب يقول له:
قل ثالث ثلاثة. فيقول: بل هو واحد. فضربه المعلم يوما ضربا مبرحا،
فهرب معروف، فكان أبواه يقولان: ليته يرجع إلينا على أى دين يشاء، فنوافقه عليه.
ثم إنه أسلم على يدى «على بن موسى الرضا» .. و رجع إلى منزله .. و دق
الباب.
فقيل: من بالباب؟ فقال: معروف. فقالوا: على أى دين جئت؟
فقال: على الدين الحنيفى. فأسلم أبواه.
[1] - لم يكن فى العراق فى وقته من يربى المريدين مثله،
و جميع المشايخ يعرفون فى ذلك فضله، قال الغزالى:
« كان أحمد بن حنبل و ابن معين
يختلفان إليه و يسألانه. و لم يكن فى علم الظاهر مثلهما» و الكرخى« نسبة إلى كرخ؛»
و هى قرية ببغداد.
[2] - قال خليل الصياد: غاب ولدى فتألمت فجئت إلى
معروف، فقلت: غاب ولدى. قال و ما تريد؟.
قلت: رجوعه فقال: اللهم إن السماء
سماؤك و الأرض أرضك و ما بينهما لك إئت بمحمد. فأتيت باب الشام فاذا هو واقف فقلت:
اين كنت؟ قال: كنت الساعة بالأنبار و لا أعلم ما صار.
[3] - ابن موسى الكاظم بن جعفر الصادق. أجله المأمون و
عهد إليه بالحلافة من بعده و مات قبل أن يمكنه بنو العباس منها.
ولد فى المدينة سنة 148 ه و مات
بطوس سنة 203 ه.
له كرامات كثيرة: منها أنه قال
لرجل صحيح سليم: استعد لما لابد منه« فمات بعد ثلاثة أيام؛ و روى الحاكم أن أبا
حبيب قال: رأيت المصطفى عليه الصلاة و السلام فى النوم. فى المنزل الذى ينزله
الحاج ببلدنا، فوجدت عنده طبقا من خوص فيه تمر( صيحانى)، فناولنى ثمانى عشرة تمرة.
و بعد عشرين يوما قدم على الرضا من المدينة و نزل ذلك المنزل، و فزع الناس السلام
عليه و مضيت نحوه فاذا هو جالس بالموضع الذى رأيت المصطفى جالسا فيه، و بين يديه
طبق تمر صيحانى فناولنى قبضة فاذا عدتها بعدد، ما ناولنى المصطفى، فقلت: زدنى
فقال: لو زادك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لزدناك.