نام کتاب : الرسالة القشيرية نویسنده : القشيري، عبد الكريم جلد : 1 صفحه : 360
باب الجود و السخاء
قال اللّه عز و جل: «وَ يُؤْثِرُونَ عَلى
أَنْفُسِهِمْ وَ لَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ»[1][2]
أخبرنا على بن أحمد بن عبدان قال: أخبرنا أحمد بن عبيد قال: حدثنا
الحسن بن العباس قال: حدثنا سهل قال: حدثنا سعيد بن مسلم، عن يحيى بن سعيد، عن
محمد بن إبراهيم، عن علقمة، عن عائشة، رضى اللّه عنهما، قالت:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:
«السخى: قريب من اللّه تعالى، قريب من الناس، قريب من الجنة، بعيد من
النار.
و البخيل: بعيد من اللّه تعالى، بعيد من الناس، بعيد من الجنة، قريب
من النار.
و الجاهل السخى احب إلى اللّه تعالى من العابد البخيل»[3].
قال الأستاذ: و لا فرق- على لسان القوم- بين الجود و السخاء و لا
يوصف الحق، سبحانه، بالسخاء و السماحة؛ لعدم التوقيف.
و حقيقة الجود: أن لا يصعب عليه البذل.
و عند القوم، السخاء: هو الرتبة الأولى، ثم الجود بعده، ثم الإيثار؛
فمن أعطى البعض و أبقى البعض فهو صاحب سخاء، و من بذل الأكثر، و أبقى لنفسه شيئا،
فهو صاحب جود، و الذى قاسى الضرر و آثر غيره بالبلغة فهو صاحب إيثار، كذلك سمعت
الأستاذ أبا على الدقاق، رحمه اللّه، يقول: قال أسماء بن خارجة:
ما أحب أن أرد أحدا عن حاجة طلبها منى؛ لأنه إن كان كريما أصون عرضه،
و إن كان لئيما أصون عنه عرضى.
و قيل: كان مورق العجلى يتلطف فى إدخال الرفق على إخوانه؛ يضع عندهم
الف درهم، فيقول: أمسكوها عندكم حتى أعود إليكم. ثم يرسل إليهم: أنتم منها فى حل.
[3] - قال كشف الخفا: ج 2 ص 545، رواه الترمذى و
العقيلى فى الضعفاء و غيرهما عن أبى هريرة رفعه و قال الترمذى غريب، و إنما يروى
عن عائشة مرسلا و رواه الطبرانى فى الأوسط بسند فيه سعيد بن محمد الوراق ضعيف عن
عائشة، و قال ابن الجوزى فى الموضوعات لما ذكر هذا الحديث عن الدار قطنى قال لهذا
الحديث طرق لا يثبت منها شئ، قال الحافظ بن حجر: و لا يلزم من هذه العبارة أن يكون
موضوعا إذ تصدق بالضعيف، فالحكم عليه بالوضع ليس بجيد، و قال النجم و فيه زيادة
عند الترمذى:
و الجاهل السخى أحب إلى اللّه من
عابد بخيل، و زاد الدار قطنى: و أدوأ الداء البخل» أه.
نام کتاب : الرسالة القشيرية نویسنده : القشيري، عبد الكريم جلد : 1 صفحه : 360