نام کتاب : الرسالة القشيرية نویسنده : القشيري، عبد الكريم جلد : 1 صفحه : 337
باب الفتوة
قال اللّه تعالى: (إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ
آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَ زِدْناهُمْ هُدىً).[1]
قال الأستاذ: أصل الفتوة[2]
أن يكون العبد ساعيا أبدا فى أمر غيره.
قال صلى اللّه عليه و سلم: (لا يزال اللّه تعالى فى حاجة العبد ما
دام العبد فى حاجة أخيه المسلم).
أخبرنا به على بن أحمد بن عبدان، قال: أخبرنا به أحمد بن عبيد قال:
حدثنا به إسماعيل بن الفضل قال: حدثنا به يعقوب بن حميد بن كاسب قال:
حدثنا به ابن أبى حازم، عن عبد اللّه بن عامر الأسلمى، عن عبد الرحمن
بن هرمز الأعرج، عن أبى هريرة، عن زيد بن ثابت رضى اللّه عنهما، عن رسول اللّه صلى
اللّه عليه و سلم قال: (لا يزال اللّه تعالى فى حاجة العبد مادام العبد فى حاجة
أخيه المسلم).
سمعت الأستاذ أبا على الدقاق يقول: هذا الخلق[3]،
لا يكون كماله إلا لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم؛ فان كل أحد فى القيامة يقول:
نفسى .. نفسى؛ و هو، صلى اللّه عليه و سلم، يقول: أمتى .. أمتى.
سمعت الشيخ أبا عبد الرحمن السلمى، رحمه اللّه، يقول: سمعت محمد بن
الحسين يقول: سمعت أبا جعفر الفرغانى يقول: سمعت الجنيد يقول: الفتوة بالشام، و
اللسان بالعراق، و الصدق بخراسان.
و سمعته يقول: سمعت عبد اللّه بن محمد الرازى يقول: سمعت محمد بن نصر
ابن منصور الصائغ يقول: سمعت محمد بن مردويه الصائغ يقول: سمعت الفضيل يقول:
الفتوة: الصفح عن عثرات الإخوان.
و قيل: الفتوة: أن لا ترى لنفسك فضلا عن غيرك.
و قال أبو بكر الوراق: الفتى من لا خصم له.
و قال محمد بن على الترمذى: الفتوة: أن تكون خصما لربك على نفسك و
يقال: