فصل‌

قال الأستاذ زين الإسلام أبو القاسم، أدام اللّه عزه:

و هذه فصول تشتمل على بيان عقائدهم فى مسائل التوحيد ذكرناها على وجه الترتيب.

قال شيوخ هذه الطريقة، على ما يدل عليه متفرقات كلامهم، و مجموعاتها، و مصنفاتهم فى التوحيد:

إن الحق، سبحانه و تعالى: موجود، قديم‌[1]، واحد[2]، حكيم‌[3]، قادر[4] عليم‌[5]، قاهر[6]، رحيم، مريد، سميع، مجيد، رفيع‌[7]، متكلم، بصير، متكبر[8] قدير، حى، أحد، باق‌[9]، صمد[10].

و أنه عالم بعلم، قادر بقدرة، مريد بارادة، سميع بسمع، بصير ببصر، متكلم بكلام، حى بحياة، باق ببقاء.

و له يدان هما صفتان، يخلق بهما ما يشاء، سبحانه، على التخصيص.

و له الوجه‌[11]. و صفات ذاته‌[12] مختصة بذاته، لا يقال هى هو، و لا هى أغيار له، بل هى صفات أزلية[13]، و نعوت سرمدية[14]، و أنه أحدىّ الذات، ليس يشبه شيئا من المصنوعات، و لا يشبهه شئ من المخلوقات، ليس بجسم، و لا جوهر و لا عرض، و لا صفاته أعراض، و لا يتصور فى الأوهام، و لا يتقدر فى العقول، و لا له جهة و لا مكان، و لا يجرى عليه وقت و زمان، و لا يجوز فى وصفه زيادة و لا نقصان، و لا يخصه هيئة و قد[15]، و لا يقطعه‌[16] نهاية و حد، و لا يحله حادث،

[1] - قديم: لا أول لوجوده.

[2] - واحد: لا ثانى له فى الألوهية.

[3] - حكيم: يضع الشئ فى موضعه.

[4] - قادر: لا يعجزه شئ.

[5] - عليم: لا يعزب عن علمه شئ.

[6] - قاهر: غالب.

[7] - رفيع: عظيم.

[8] - متكبر: متعظم و متعال على غيره.

[9] - باق: باق على الدوام فلا يلحقه العدم.

[10] - صمد: مقصود.

[11] - الوجه. الذات، و فى نسخة: الوجه الجميل.

[12] - كالعلم و القدرة، مختصة بذاته لا تتجاوزه إلى غيره؛ لأنها قديمة، و غيره حادث و القديم لا يتعلق بالحادث.

[13] - أزلية: قديمة، نسبة إلى الأزل و هو القدم.

[14] - أوصاف دائمة.

[15] - هيئة و قد: كيفية و مقدار.

[16] - يقطعه: يعده.