أخبرنا على بن أحمد بن عبدان قال: حدثنا أحمد بن عبيد قال: أخبرنا
تمتام قال: حدثنا محمد بن معاوية النيسابورى قال: حدثنا على بن أبى على بن عتبة بن
أبى لهب، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد اللّه رضى اللّه عنه، عن النبى صلى
اللّه عليه و سلم قال: «أخوف ما أخاف على أمتى: إتباع الهوى، و طول الأمل، فأما
اتباع الهوى فيصد عن الحق، و أما طول الأمل فينسى الآخرة»[2].
ثم اعلم أن مخالفة النفس رأس العبادة .. و قد سئل المشايخ عن
الإسلام، فقالوا:
ذبح النفس بسيوف المخالفة.
و اعلم أن من نجمت طوارق نفسه[3]
أفلت[4] شوارق
أنسه.
و قال ذو النون المصرى: مفتاح العبادة: الفكرة، و علامة الإصابة:
مخالفة النفس و الهوى، و مخالفتهما ترك شهواتهما.
و قال ابن عطاء: النفس مجبولة على سوء الأدب، و العبد مأمور بملازمة
الأدب، فالنفس تجرى بطبعها فى ميدان المخالفة، و العبد يردها بجهده عن سوء
المطالبة، فمن أطلق عنانها فهو شريكها معها فى فسادها.
سمعت الشيخ أبا عبد الرحمن السلمى، رحمه اللّه، يقول: سمعت أبا بكر
الرازى يقول: سمعت أبا عمر الأنماطى يقول: سمعت الجنيد يقول: النفس الأمارة
بالسوء: هى الداعية إلى المهالك، المعينة للأعداء المتبعة للهوى، المتهمة بأصناف
الأسواء.