البوادة و الهجوم
البوادة:
ما يفجأ قلبك من الغيب على سبيل الوهلة[1]، إما موجب فرح، و إما موجب ترح.
و الهجوم:
ما يرد على القلب بقوة الوقت، من غير تصنع منك.
و يختلف فى الأنواع على حسب قوة الوارد و ضعفه.
فمنهم من تغيره البوادة، و تصرفه الهواجم.
و منهم من يكون فوق ما يفجؤه حالا و قوة. أولئك سادات الوقت كما قيل.
لا تهتدى نوب[2] الزمان إليهم
و لهم على الخطب الجليل لجام
التلوين و التمكين
التلوين: صفة أرباب الأحوال.
التمكين: صفة أهل الحقائق.
فما دام العبد فى الطريق فهو صاحب تلوين، لأنه يرتقى من حال إلى حال، و ينتقل من وصف إلى وصف و يخرج من مرحل[3] و يحصل فى مربع[4]، فاذا وصل تمكن.
و أنشدوا:
ما زلت أنزل فى ودادك منزلا
تتحير الألباب دون نزوله
و صاحب التلوين أبدا فى الزيادة و صاحب، التمكين وصل ثم اتصل.
و أمارة أنه اتصل: أنه بالكلية عن كليته بطل.
[1] - البغتة.
[2] - احداثه: لجام: قوة و ثبات.
[3] - مكان الرحيل.
[4] - محل الربيع.