و لهذا قالوا: أدنى محل الأنس: أنه لو طرح فى لظى لم يتكدر عليه
أنسه.
قال الجنيد، رحمه اللّه: كنت أسمع السرى يقول:
يبلغ العبد إلى حد لو ضرب وجهه بالسيف لم يشعر.
و كان فى قلبى منه شئ، حتى بان لى أن الأمر كذلك.
و حكى أبى عن مقاتل العكى أنه قال:
دخلت على الشبلى؛ و هو ينتف الشعر من حاجبه بمنقاش، فقلت:
يا سيدى، أنت تفعل هذا بنفسك. و يعود ألمه إلى قلبى!!!
فقال: ويلك، الحقيقة ظاهرة لى و لست أطيقها: فهو ذا[4]،
فأنا أدخل الألم على نفسى؛ لعلى أحس به، فيستتر عنى، فلست أجد الألم، و ليس يستتر
عنى[5] و ليس لى
به طاقة:
[1] - أى فمنهم تطول غيبته و منهم من تقصر على حسب
هيبته.