نام کتاب : الرسالة القشيرية نویسنده : القشيري، عبد الكريم جلد : 1 صفحه : 126
صلى اللّه عليه و سلم أبدا فى الترقى من
أحواله فاذا ارتقى من حالة إلى حالة أعلى مما كان فيها، فربما حصل له ملاحظة إلى
ما ارتقى عنها، فكان بعدها «غينا» بالإضافة إلى ما حصل فيها، فأبدا كانت أحواله فى
التزايد.
و مقدورات الحق سبحانه، من الألطاف: لا نهاية لها؛ فاذا كان حق الحق
تعالى، العز، و كان الوصول إليه بالتحقيق محالا، فالعبد أبدا فى ارتقاء أحواله.
فلا معنى يوصل إليه، إلا و فى مقدوره سبحانه ما هو فوقه، يقدر أن
يوصله إليه. و على هذا يحمل قولهم: «حسنات الأبرار سيئات المقربين».
و سئل الجنيد عن هذا، فأنشد
طوارق
أنوار تلوح إذا بدت
فتظهر
كتمانا و تخبر عن جمع
و من ذلك:
القبض و البسط
و هما: حالتان، بعد ترقى العبد عن حالة الخوف و الرجاء.
و من الفصل[2] بين القبض
و الخوف، و البسط و الرجاء: أن الخوف إنما يكون من شئ فى المستقبل، إما أن يخاف
فوت محبوب أو هجوم محذور.
و كذلك الرجاء: إنما يكون بتأميل محبوب فى المستقبل؛ أو بتطلع زوال
محذور و كفاية مكروه فى المستأنف[3].
و أما القبض: فلمعنى حاصل فى الوقت، و كذلك البسط فصاحب الخوف و
الرجاء: تعلق قلبه فى حالتيه بآجله و صاحب القبض و البسط أخذ[4]
وقته بوارد غلب عليه فى عاجله.