نام کتاب : الحب و المحبة الإلهية من كلام الشيخ الأكبر محيى الدين ابن العربى نویسنده : غراب، محمود محمود جلد : 1 صفحه : 86
و هذا يعضده مقام الخلة حيث يقول القائل:
و
تخللت مسلك الروح مني
و
بذا سمي الخليل خليلا
فهؤلاء هم العشاق الذين استهلكوا في الحب هذا الاستهلاك. (ف ح 2/
337- 362)
قال الحبيب الصادق صلى اللّه عليه و سلم و لم يكن في مقام الاكتراث:
«حبّب إليّ من دنياكم ثلاث» هذه صفة المحبوب لا المحب، و نعت المعشوق لا العاشق،
المعشوق في الاختيار، و العاشق في الاضطرار، المعشوق في التمحيص و الاختبار، و
العاشق ساكن تحت مجاري الأقدار.
(تاج الرسائل)
سلام
على يوم الثلاثاء إنه
له
همة خصت بعشق محمد
(التنزيلات الموصلية)
الود:
و له اسم إلهي و هو الودود، و الودّ من نعوته تعالى، و هو الثابت
فيه، و به سمي الودّ ودا لثبوته في الأرض، فالود ثبات الحب أو العشق أو الهوى، أية
حالة كانت من أحوال هذه الصفة، فإذا ثبت صاحبها الموصوف بها عليها و لم يغيره شيء
عنها، و لا أزاله عن حكمها، و ثبت سلطانها في المنشط و المكروه، و ما يسوء و يسر،
و في حال الهجر و الطرد، من الموجود الذي يحب أن يظهر فيه محبوبه، و لم يبرح تحت
سلطانه لكونه مظهر محبوبه، سمي لذلك ودا، و هو قوله تعالى:
سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا أي ثباتا في المحبة عند
اللّه و في قلوب عباده، و لذلك تسمى الحق بالودود، لثبوت حبه من أحب من عباده.
(ف ح 2/ 323، 337)
ثم إن من رزقه اللّه تعالى أن يحبه كحبه إياه، أعطاه الشهود، و نعّمه
بشهوده في صور الأشياء، فالمحبون له تعالى من العالم بمنزلة إنسان العين من العين،
فالإنسان و إن كان ذا أعضاء كثيرة، فما يشهد و يرى منه إلا العينان خاصة، فالعين
بمنزلة المحبين من العالم، فأعطى الشهود لمحبيه لما علم حبهم فيه، و هو عنده تعالى
علم ذوق، ففعل مع محبيه فعله مع نفسه، و ليس إلا الشهود في حال الوجود، الذي هو
محبوب للمحبوب، فما خلق الجن و الإنس إلا ليعبدوه، فما خلقهم من بين الخلق إلا
لمحبته، فإنه ما يعبده و يتذلل إليه إلا
نام کتاب : الحب و المحبة الإلهية من كلام الشيخ الأكبر محيى الدين ابن العربى نویسنده : غراب، محمود محمود جلد : 1 صفحه : 86