responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحب و المحبة الإلهية من كلام الشيخ الأكبر محيى الدين ابن العربى نویسنده : غراب، محمود محمود    جلد : 1  صفحه : 48

و الهيبة، فهو تعالى المتجلي في كل وجه، و المطلوب في كل آية، و المنظور إليه بكل عين، و المعبود في كل معبود[1]، و المقصود في الغيب و الشهود، و لا يفقده أحد من خلقه بفطرته و جبلته، فجميع العالم له مصل، و إليه ساجد، و بحمده مسبح، فالألسنة به ناطقة، و القلوب به هائمة و عاشقة، و الألباب فيه حائرة، يروم العارفون أن يفصلوه من العالم فلا يقدرون، و يرومون أن يجعلوه عين العالم فلا يتحقق لهم ذلك، فهم يعجزون، فتكلّ أفهامهم، و تتحير عقولهم، و تتناقض عنه في التعبير ألسنتهم، فلا تستقر لهم فيه قدم، و لا تتضح لهم إليه طريق أمم، لأنهم يشهدونه عين الآية و الطريق‌[2]، فتحول هذه المشاهدة بينهم و بين طلب غاية الطريق، إذ لا تسلك الطريق إلا إلى غاياتها، و المقصود معهم و هو الرفيق، فلا سالك و لا مسلوك، فتذهب الإشارات و ليست سواه، و تطيح العبارات و ما هي إلا إياه، فلا ينكر على العارف ما يهيم فيه من العالم، و ما يتوهمه من المعالم، و لو لا أن هذا الأمر كما ذكرناه، ما أحب نبي و لا رسول أهلا و لا ولدا، و لا آثر على أحد أحدا.

جميل و لا يهوى جليّ و لا يرى‌

و تشهده الألباب من حيث لا تدري‌

و لا تدرك الأبصار منه سوى الذي‌

تنزهه عنه عقول ذوي الأمر

فإن قلت محجوب فلست بكاذب‌

و إن قلت مشهود فذاك الذي أدري‌

فما ثم محبوب سواه و إنما

سليمى و ليلى و الزيانب للستر[3]

فهن ستور مسدلات و قد أتى‌

بذلك نظم العاشقين مع النثر

كمجنون ليلى و الذي كان قبله‌

كبشر و هند ضاق من ذكرهم صدري‌

(ف ح 2/ 542- ح 3/ 449- ح 2/ 542)

و أصحاب الوله و المحبون، أعظم لذة و أقوى محبة في جناب اللّه من حب الجنس، فإن الصورة الإلهية أتم في العبد من مماثلة الجنس، لأنه لا يتمكن للجنس أن يكون سمعك و بصرك، بل يكون غايته أن يكون مسموعك و مدركك- اسم مفعول- و إذا كان العبد يدرك‌


[1] - أي رتبة الألوهية هي المعبودة في كل ما عبد.

[2] - سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَ فِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُ‌ الآية.

[3] - راجع حب الخيال.

نام کتاب : الحب و المحبة الإلهية من كلام الشيخ الأكبر محيى الدين ابن العربى نویسنده : غراب، محمود محمود    جلد : 1  صفحه : 48
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست