responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحب و المحبة الإلهية من كلام الشيخ الأكبر محيى الدين ابن العربى نویسنده : غراب، محمود محمود    جلد : 1  صفحه : 21

على ذلك، و الشكر يطلب المزيد، فطلب من عباده سبحانه بشكره أن يزيدوه، فزادوه في العمل، و هو قوله 7: «أفلا أكون عبدا شكورا» فزاد في العبادة لشكر اللّه له شكرا، فزاد الحق في الهداية و التوفيق في موطن الأعمال، حتى إلى الآخرة حيث لا عمل و لا ألم على السعداء، فاشحذ فؤادك و اعلم أن اللّه شاكر عليم، فأردف وصف نفسه بالشكر بصفة العلم، فزد في عملك تكن قد جازيت ربك على شكره إياك على ما عملت له، و ذلك العمل هو الصوم فإنه له، و دفع الأذى عنه و هو قوله: «هل و اليت فيّ وليا أو عاديت فيّ عدوا» و هو قوله: «وجبت محبتي للمتحابين في، و المتزاورين في، و المتجالسين في، و المتباذلين في» و اللّه يجعلنا ممن أنعم عليه فرأى نعمة اللّه عليه في كل حال فشكر.

(ف ح 2/ 343)

حبه سبحانه للمحسنين:

و هو قوله تعالى‌ وَ اللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ* و الإحسان صفته، و هو المحسن المجمل، فصفته أحب، و هي الظاهرة في نفسه، و الإحسان الذي به يسمى العبد محسنا هو أن يعبد اللّه كأنه يراه، أي يعبده على المشاهدة، و إحسان اللّه هو مقام رؤيته عباده في حركاتهم و تصرفاتهم، و هو قوله‌ أَنَّهُ عَلى‌ كُلِّ شَيْ‌ءٍ شَهِيدٌ وَ هُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ‌ فشهوده لكل شي‌ء هو إحسانه، فإنه بشهوده يحفظه من الهلاك، فكل حال ينتقل فيه العبد فهو من إحسان اللّه، إذ هو الذي نقله تعالى، و لهذا سمى الإنعام إحسانا، فإنه لا ينعم عليك بالقصد إلا من يعلمك، و من كان علمه عين رؤيته فهو محسن على الدوام، فإنه يراك على الدوام لأنه يعلمك دائما، و ليس الإحسان في الشرع إلا هذا، و قد قال له: «فإن لم تكن تراه فإنه يراك» أي فإن لم تحسن فهو المحسن، فالزم الحياء منه و الوقوف عند ما كلفك، فإنه لما علم صلى اللّه عليه و سلم أن العبادة على الغيب تصعب على النفوس قال: «فإن لم تكن تراه فإنه يراك» أي أحضر في نفسك أنه يراك، و هو نوع آخر من الشهود من خلف حجاب، تعلم أن معبودك يراك من حيث لا تراه و يسمعك، و إذا أضفنا إلى ذلك قوله صلى اللّه عليه و سلم: «إن اللّه في قبلة المصلى» و إلى قوله:

«و جعلت قرة عيني في الصلاة» علمنا بذلك أنه ما أراد صلى اللّه عليه و سلم المناجاة، و إنما أراد شهود من ناجاه فيها، و لهذا أخبر أن اللّه في قبلة المصلي، فقال «اعبد اللّه كأنك تراه»، فإنه صلى اللّه عليه و سلم كان يراه في عبادته ما كان كأنه يراه، و لو لا حصولها ما قرنها بالعبادة دون العمل، فما قال «اعمل‌

نام کتاب : الحب و المحبة الإلهية من كلام الشيخ الأكبر محيى الدين ابن العربى نویسنده : غراب، محمود محمود    جلد : 1  صفحه : 21
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست