responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحب و المحبة الإلهية من كلام الشيخ الأكبر محيى الدين ابن العربى نویسنده : غراب، محمود محمود    جلد : 1  صفحه : 19

فهو جاهل بما ينبغي أن يكون لخالقه من نعوت الكمال، و إن لم يعرف كان جاهلا، فما أبغضه اللّه و لم يحبه إلا لجهله، إذ لم يكن هذا في غير موطنه إلا لجهله، فالمتطهر من مثل هذه النعوت محبوب للّه. (ف ح 2/ 342)

حبه سبحانه للمطهرين:

قال اللّه تعالى‌ وَ اللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ‌ و هم الذين طهروا غير هم كما طهروا نفوسهم، فتعدت طهارتهم إلى غير هم، فقاموا فيها مقام الحق نيابة عنه، فإنه المطهّر على الحقيقة و الحافظ و العاصم و الواقي و الغافر، فمن منع ذاته و ذات غيره أن يقوم بها ما هو مذموم في حقها عند اللّه، فقد عصمها و حفظها و وقاها و سترها عن قيام أمثال هذه بها، فهو مطهر لها بما علّمها من علم ما ينبغي، لينفّر عنه بنور العلم و حياته ظلمة الجهالة و موتها، فيكون في ميزانه يوم القيامة، و من الأنوار التي تسعى بين يديه، و هو محبوب عند اللّه، مخصوص بعناية ولاية إلهية و استخلاف، و الولاة الخلفاء من المقربين ممن استخلفهم عليهم، لأنهم موضع مقصور على من استخلفهم دون غير هم، و كل إنسان وال على جوارحه فما فوق ذلك، و قد أعلمه اللّه بما هي الطهارة التي يطهر بها رعاياه.

(ف ح 2/ 342)

حبه سبحانه للصابرين:

و هو قوله تعالى: وَ اللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ‌ و هم الذين ابتلاهم اللّه، فحبسوا نفوسهم عن الشكوى إلى غير اللّه الذي أنزل بهم هذا البلاء، فَما وَهَنُوا لِما أَصابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ ما ضَعُفُوا عن حمله، لأنهم حملوه باللّه و إن شق عليهم، لا بد من ذلك، و إن لم يشق عليهم فليس ببلاء، وَ مَا اسْتَكانُوا لغير اللّه في إزالته، و لجؤوا إلى اللّه في إزالته، كما قال العبد الصالح‌ مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ‌ فرفع الشكوى إليه لا إلى غيره، فأثنى اللّه عليه بأنه وجده‌ صابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ‌ مع هذه الشكوى، فدل أن الصابر يشكو إلى اللّه لا إلى غيره، بل يجب عليه ذلك، لما في الصبر إن لم يشك إلى اللّه من مقاومة القهر الإلهي، و هو سوء أدب مع اللّه، و الأنبياء : أهل أدب، و هم على علم من اللّه، فإنك تعلم أن صبرك ما كان إلا باللّه، ما كان من ذاتك و لا من حولك و لا قوتك، فإن اللّه يقول: وَ اصْبِرْ وَ ما صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ‌ فبأي شي‌ء تفتخر و هو ليس‌

نام کتاب : الحب و المحبة الإلهية من كلام الشيخ الأكبر محيى الدين ابن العربى نویسنده : غراب، محمود محمود    جلد : 1  صفحه : 19
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست