نام کتاب : الحب و المحبة الإلهية من كلام الشيخ الأكبر محيى الدين ابن العربى نویسنده : غراب، محمود محمود جلد : 1 صفحه : 15
العالم أعضاء ذلك الإنسان، و ما وصف المحبوب
بمحبة محبه، و إنما جعله محبوبا لا غير، و إنما قال:
الْغَفُورُ الْوَدُودُ ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ
فهو الودود فهو المحب، و هو فعال لما يريد فهو المحبوب، فعال لما يريد بمحبوبه، و
المحب سامع مطيع مهيّا لما يريد محبوبه، لأنه المحب الودود، أي الثابت على لوازم
المحبة و شروطها، و العين واحدة[1]. فإن الودود
هنا هو الفعال لما يريد. (ف ح 4/ 259)
اعلم وفقك اللّه أن الحب الإلهي هو أن يحبنا اللّه تعالى لنا و
لنفسه؛ أما حبه إيانا لنفسه فهو قوله: «أحببت أن أعرف فخلقت الخلق فتعرفت إليهم
فعرفوني» فما خلقنا إلا لنفسه حتى نعرفه، و قوله:
وَ ما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ
فما خلقنا إلا لنفسه، خلق سبحانه الخلق ليسبحوه فنطّقهم بالتسبيح له و الثناء عليه
و السجود له، ثم عرّفنا بذلك فقال: وَ إِنْ مِنْ شَيْءٍ
إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ أي بالثناء عليه بما هو
عليه و بما يكون منه، و هذا تسبيح فطري ذاتي عن تجل تجلى لهم، فأحبوه فانبعثوا إلى
الثناء عليه من غير تكليف بل اقتضاء ذاتي، و هذه هي العبادة الذاتية التي أقامهم
اللّه فيها بحكم الاستحقاق الذي يستحقه، فالعالم كله في مقام الشهود و العبادة إلا
كل مخلوق له قوة التفكر، و ليس إلا النفوس الناطقة الإنسانية و الجانيّة خاصة، من
حيث أعيان أنفسهم لا من حيث هياكلهم، فإن هياكلهم كسائر العالم في التسبيح له و
السجود، فأعضاء البدن كلها بتسبيحه ناطقة، و هذا كله من حكم حبه إيانا لنفسه، فمن
وفّى شكره و من لم يوف عاقبه، فنفسه أحب،
[1] - يعني أن الحق سبحانه هو من حيث ذاته محب محبوب.
[2] - راجع وحدة الوجود في كتابنا شرح كلمات الصوفية.
نام کتاب : الحب و المحبة الإلهية من كلام الشيخ الأكبر محيى الدين ابن العربى نویسنده : غراب، محمود محمود جلد : 1 صفحه : 15