نام کتاب : الحب و المحبة الإلهية من كلام الشيخ الأكبر محيى الدين ابن العربى نویسنده : غراب، محمود محمود جلد : 1 صفحه : 121
أشير إلى تجليه سبحانه في صور مختلفة في
الآخرة لعباده، و في الدنيا لقلوب عباده، كما ورد في صحيح مسلم من تحوله سبحانه في
الصور، كما ينبغي لذاته من غير تشبيه و لا تكييف. و في ذلك يقول رضي اللّه عنه:
الغربة مفتاح الكرب، لولاها ما كانت القرب، القريب هو الغريب و هو
الحبيب، و لا يقال في الحبيب إنه غريب، هو للمحب عينه و ذاته، و أسماؤه و صفاته،
لا نظر له إلا إليه، فإنه ليس شيئا زائدا عليه، ما هو عنه بمعزل، و ما هو له
بمنزل، قيل لقيس ليلى: من أنت؟ قال: ليلى؛ قيل له: من ليلى؟ قال ليلى؛ فما ظهر له
عين، في هذا البين، فما بقي اغتراب، فإنه في تباب، فقد عينه، و زال كونه، العشاق،
لا يتصفون بالشوق و الاشتياق، الشوق إلى غائب، و ما ثمّ غائب، من كان الحق سمعه
كيف يطلبه؟ و من كان لسانه كيف يعتبه؟! فأين تذهبون و ما ثمّ أين؟! عند من تحقق
بالعين. (ف ح 4/ 377)
الحب يعمي و يصم:
رأيت
أخا الحب الذي ليس يقصر
يقال
له أعمى و إن كان يبصر
و
يخبط كالعشواء في حالك الدجى
سواء
عليه السهل و المتوعر
اعلم أن كل حب لا يحكم على صاحبه، بحيث يصمه عن كل مسموع، سوى ما
يسمع من كلام محبوبه، و يعميه عن كل منظور سوى وجه محبوبه، و يخرسه عن كل كلام إلا
عن ذكر محبوبه، و ذكر ما يحب محبوبه، و يختم على قلبه فلا يدخل فيه سوى محبوبه، و
يرمي قفله على خزانة خياله فلا يتخيل سوى صورة محبوبه، إما عن رؤية متقدمة، و إما
عن وصف ينشيء منه الخيال صورة، فيكون كما قيل:
نام کتاب : الحب و المحبة الإلهية من كلام الشيخ الأكبر محيى الدين ابن العربى نویسنده : غراب، محمود محمود جلد : 1 صفحه : 121