نام کتاب : الحب و المحبة الإلهية من كلام الشيخ الأكبر محيى الدين ابن العربى نویسنده : غراب، محمود محمود جلد : 1 صفحه : 117
وجهه، و الحق واحد، و لكن للحق التنوع في
صور التجليات على حسب ما تعطيه المقامات و الأحوال، فمن هنا يظهر لسان الغيرة في
جناب الحق، و لو أن الحق واحد في ذاته[1].
هي رقة الشوق إلى لقاء المحبوب، فهي وصف للمحبة بالرقة، لأنها انتقال
إلى عالم اللطف، فإن الكثيف غليظ الحاشية، و الصب المائل بالمحبة الذي ما له مقيم،
و منه ريح الصبا أى المائلة، و صبا فلان إلى دين فلان إذا مال إليه، و الصب في
الحب الإلهي هو المائل إلى الحضرة الإلهية، يخفي ما تنطوي عليه الضلوع من رقة
الشوق للمنظر الأجلى.
الحب
حلو أمرّته عواقبه
و
صاحب الحب صب القلب ذائبه
أستودع
اللّه من بالقلب و دعني
يوم
الرحيل و دمع العين سائله
ثم
انصرفت و داعي الحب يهتف بي
ارفق
عليك فقد عزت مطالبه
(ف ح 4/ 259- مسامرات ح 2)
و للشيخ الأكبر رضي اللّه عنه:
درست
ربوعهم و إن هواهم
أبدا
جديدا بالحشى لا يدرس
هذي
طلولهم و هذي الأربع
و
لذكرها أبدا تذوب الأنفس
مرّغت
خدي رقة و صبابة
فبحق
حق هواكم لا توئيسوا
من
ظل في عبراته غرقا و في
نار
الأسى حرقا و لا متنفس
يا
موقد النار الرويدا هذه
نار
الصبابة شأنكم فلتقبسوا
و له أيضا:
يا
إله الخلق يا أملي
و
يا سميري في دجى الظلم
جد
على صب حليف ضنى
يا
كثير الجود و النعم
(مسامرات ح 1- كتاب الإسراء)
[1] - راجع المحب غيور على محبوبه منه- نعوت المحبين.