و يضيف: «أن علم الرازي و فضله على العلوم الطبيّة يرفعان من قدره و
يجعلانه يحتل مرتبة بين عظماء المفكرين الخلاقين في أوروبا الوسيطة»[2].
و لست أدري أين هؤلاء العظماء الخلاقون في أوروبا الوسيطة؟! و هل كان
في أوروبا آنذاك عظيم؟! أو ليست أوروبا لا تزال تعتمد على علم الرازي و أمثاله من
علماء المسلمين حتى الامس القريب؟! ..
أو ليس يقولون؟ ان محمد بن أحمد الحتاتي الذي نشأ في القاهرة، و
المتوفي سنة 1052 ه قد: «رحل إلى الروم، و مكث بها مدة طويلة، و لم يسعفه الدهر
بما يروم، فتنقل في المدارس حتى صار رئيس الأطباء في اسكى سرايا ثم رجع إلى
القاهرة؟[3]».
و يدعى فيليب حتي: أن من مبتكرات كتاب الملكي لعلي بن العباس «اشارة
إلى وجود الحركة الدموية الشعرية، و إلى أن الطفل عند الولادة لا يخرج من تلقاء
نفسه، بل بفضل تقلصات عضلية الرحم»[4].
و قد فاته أن الحقيقة هي: أن الإمام الصادق (ع) هو أول من نبه إلى
حقيقة الدورة الدموية و شرحها و أوضحها بشكل واف و كامل، كما أثبته محمد الخليلي
في كتابه: «طب الإمام الصادق (ع)»[5] و قرر أنه
قد سبق هارفي،
[1] - موجز تاريخ الشرق الادنى ص 192، و راجع تاريخ
التمدن الإسلامي المجلد الثاني ص 203.