و بعد .. فان على الطبيب ان يتحرى الدقة التامة في مجال إجرائه
الفحوصات للمريض، فان ذلك بالإضافة إلى انه من مقتضيات الأمانة؛ فانه مما تفرضه
المشاعر الإنسانية النبيلة بالنسبة لهذا الإنسان الّذي سلم أمره إليه، و علق
الكثير من آماله عليه .. و قد أشار أمير المؤمنين علي (ع) إلى ذلك حينما قال- فيما
روي عنه-: «لا تقاس عين في يوم غيم»[2]. و قد
تقدم ما فيه إشارة إلى ذلك أيضا.
الثقة بالعلاج- التشويه:
و بعد فانه لم يرخص بالمعالجة بما يتخوف فيه الهلكة .. فلا بد من
الإطمئنان لصلاحية العلاج، كما أن على الطبيب الحاذق أن يحافظ على سلامة المظهر
لمريضه، فلا يستعمل علاجا يوجب تشويها.
فعن جعفر بن محمد (ع): «أنه رخص في الكي فيما لا يتخوف منه الهلكة، و
لا يكون فيه تشويه»[3].
من مواصفات الطبيب الحاذق:
و أخيرا .. فقد ذكر البعض بعض. المواصفات الّتي يفترض بالطبيب الحاذق
أن يراعيها و يهتم بها .. و قد تقدم بعض ما يشير إلى نقاط منها ...
و بقي أن نشير منها إلى ما يلي:
[1] - عيون الأنباء ص 45. و الفرزجة: شيء يتداوى به
النساء ...
[2] - الوسائل ج 19 ص 280 و التهذيب ج 10 ص 268 و
الفقيه ج 4 ص 101.